Essen & Trinken Gesundheit

(العربية) كورونا يغير وجه رمضان الجميل

Religious asian muslim man praying on top of mountain

 كورونا يغير وجه رمضان الجميل

-ميرڤت شحاده

استقبل المسحيين في كل العالم عيد الفصح المجيد ببهجة قليلة وفرح ناقص بسبب انتشار ڤارويس كورونا واضطرار الناس للانكفاء في منازلهم ومنع التجمعات للحدّ من انتقال العدوى ، وحتى الصلوات في الكنائس اُقتصرت على حضور رجال الدين وحُرم الناس من حضور القداس والصلوات في هذه المناسبة الهامة . وكما أغلقت كنيسة القيامة في فلسطين ولم يستطع المؤمنون من الحج مثل كل عام والأحتفال كما العادة .

والآن أقبل شهر رمضان ، شهر الرحمة والغفران الذي ينتظره المسلمون من العام الى العام ، يتميز هذا الشهر الكريم بطقوسه وعاداته التي تبعث البهجة والفرح في قلوب الناس ، ويحرص جميع المسلمين على هذه العادات التي تحمل طابعاً مميزاً في الشهر الكريم ، ولكن هذا العام تغير وجه رمضان المضيء بهلاله بسب ڤايروس كورونا الذي فرض على جميع العالم عاداته وطقوسه .

 –موائد الأفطار :

وأكثر ما يميز شهر رمضان هو اجتماع الأسرة يومياً على طاولة الأفطار وأيضاً الدعوات الكثيرة التي يتلقاها ويرسلها المسلمون مع الأهل والأقارب والأصدقاء ، وهذه الدعوات تقليد مهم و واجب اجتماعي وديني  والدعوات تلبى دائماً والأستضافة تمتد لما بعد الأفطار حتى وقت متأخر من الليل ، ولكن في ظلّ هذه الظروف فهذه الدعوات سوف تغيب هذا العام في شهر رمضان الذي اعتاد ان يتميز بضيوفه الكثيرة ، وغياب هذا التقليد الهام شيء محزن جداً بالنسبة للمسلمين ، فطالما تميز رمضان بكثرة الضيوف والسهرات الطويلة الممتلئة محبة ومرح والغاء هذا التقليد يغير نكهة رمضان في النفوس بطريقة محزنة جداً.

الصلوات في الجوامع :

وفي شهر رمضان يكون أجر أعمال الخير مضاعفة الحسنات ولذلك يسعى المسلمون في هذا الشهر الأكثار من اعمال الخير كتوزيع المؤنة على الفقراء والمحتاجين وتقديم المساعدة اللازمة لهم ، ودفع الصدقات والزكاة ليكسبوا الأجر الكبير ، وكذلك يكثرون من التسابيح وقرأة القرآن وكيف لا وشهر رمضان هو شهر القرآن ، بالأضافة الى كل ذلك يحرص المسلمين للذهاب الى الجوامع لأداء الصلاة جماعة و خاصةً صلاة التراويح التي لا تؤدى الا في شهر رمضان ، وتعتبر هذه الصلاة طويلة نوعاً ما فهي إما ثماني ركعات أو اثنا عشر أو عشرون ركعة وفي العادة تكتظ الجوامع بالمصلين عند صلاة العشاء ومواصة الصلاة حتى نهاية صلاة التراويح ، هذا غير الصلاة في ليلة القدر والتي تعتبر من أكثر الليالي أهميةً لدى المسلمين على الأطلاق ، وفي هذه الليلة يتهافت المسلمات والمسلمين على الجوامع ليلاً لأحياء ليلة القدر حيثُ يقضون الوقت حتى الفجر مسبحين ومتهجدين ومصلين علّهم يبلغوا هذه الليلة المباركة التي نزّل فيها القرآن العظيم هدىً ورحمة للمؤمنين ، ولكن الصلاة مُنعت في الجوامع للحدّ من التجمعات وانتقال عدوى ڤايروس كورونا ، ستكون الجوامع فارغة هذا العام أو بعدد قليل جداً، وانه ليشقّ على المسلمين هذا الأمر وانه ليحزن القلب أن لا تتمتلئ الجوامع بالمؤمنين الذين يقصدون رحمة الله ومغفرته

.

مسلسلات رمضان :

وفي سهرات شهر رمضان الطويلة تتزاحم قنوات التلفاز لعرض أهم المسلسلات الدرامية وأكثرها اثارةً وتشويقاً ، فشهر رمضان هو شهر الدراما العربية بامتياز لما يشهده من أحدث المسلسلات واحتكار الكثير من القنوات بانفرادها بعرض مسلسل معين لأبطال مشهورين على مستوى الدراما العربية ، ولكن في هذا العام أعلنت الكثير من شركات الأنتاج عدم مقدرتها على اكمال حلقات مسلسل تم البدأ فيه من عدة أشهر ، أو مسلسل لم يتم انجاز الا تلقليل منه بسبب عدم تمكن العمل في ظلّ بقاء الكل في المنازل حتى لا تنتقل العدوى لهم بڤايروس كورونا .

أسواق رمضان وبهجة العيد:

وفي الجزأ الأخير من شهر رمضان تعجّ الأسواق عادةً بالناس الذين يُقبلون على المحلات لشراء الملابس الجديدة للصغار والكبار من أجل استقبال عيد الفطر وفي بعض البلاد مثل سوريا تظلّ الأسواق في آخر أسبوع لشهر رمضان مفتوحة حتى الفجر من أجل استقبال الزبائن التي تتهافت لشراء حاجيات العيد ولوازمه مثل الحلويات والشوكولا فرحاً لقرب قدوم العيد ، ولكن كيف ستبدو الأسواق هذا العام بسبب كورنا ؟ ستنقص بهجة التسوق الممتعة مثل كل عام والفرحة بالثياب الجديدة التي يرتديها الكبار وهم يتبادلون الزيارات من أجل تقديم التهنئة بقدوم عيد الفطر ، والصغار ليذهبوا بها الى الساحات للمرح واللعب بالمراجيح والألعاب التي انتصبت قبل قدوم العيد ، في هذا العيد ستغيب بهجة الأطفال التي هي العيد نفسه ، وسيكون من الصعب تفهم هؤلاء الأطفال حرمانهم من فرحة العيد بسبب ڤايروس كورونا الذي سوف يحرمنا الكثير هذا العام في شهر رمضان المبارك ، ولكن الأمل بالله موجود أن تنتهي هذه المحنة التي أصابت العالم كله وينعم الكل بلقاء أحبابهم وأقاربهم ، ولعل رمضان هذا العام بوجهه الحزين فرصة لنفكر بكل تلك النعم التي منّ الله بها علينا وقدرته بحرماننا بأهم أساسيات الحياة بشيء لا يمكن ادراكه حتى بالعين المجردة .

Author: sindbadmagazin