عموما

الدانمارك وأزمة عودة اللاجئين السورين

الدانمارك وأزمة عودة اللاجئين السورين

 

يبلع عدد الااجئين السوريين في الدنمارك حوالي 19 ألف و700 لاجئ حسب إحصائيات الأمم المتحدة، وقد هرب هؤلاء السوريين من ويلات الحرب والظلم ليبحثوا عن حياة كريمة وآمنة، ولكن هذا الأمان يبدو أن إنتهت مدته فقد قررت الحكومة الدنماركية مؤخراً بالبدأ بعودة اللاجئين السورين إلى دمشق بحجة أن الظروف في تحسن هناك، وفي تقرير لوزارة الهجرة وللأندماج الدنماركية قالت «أن الظروف في دمشق لم تعد شديدة لدرجة أنه يوجد أساس لمنح أو تمديد تصاريح الإقامة المؤقتة»
وقال وزير الهجرة والاندماج الدنماركي، “ماتياس تيسفاي”، إنه يجب على دائرة الهجرة البدء في مراجعة تصاريح الإقامة الممنوحة في الدنمارك للاجئين السوريين القادمين من دمشق. ماسيُنهي حق الإقامة الفرعية لـ 900 لاجئ على الأقل من عدة مناطق”
وهذا الموقف لوزير الهجرة الدنماركي يستند لعودة أكثر من مئة ألف لاجئ سوري من دول الجوار إلى سوريا، ويصرّ الوزير، بعد عام على تشكيل حكومة يسار الوسط، الاجتماعي الديمقراطي برئاسة ميتا فريدركسن، على انتهاج خط متشدد من قضايا اللجوء والهجرة، ويتهمه اليسار بتبني سياسات حكم يمين الوسط السابق، تحت ضغوط من اليمين المتشدد الذي شكل أرضية برلمانية لتغيير سياسات الدنمارك.
ومنذُ عام 2015 انتهجت الدنمارك سياسة مشددة بعد قدوم موجه اللاجئين إليها، و وضعت قوانين جعلت عملية العمل والأقامة ولم الشمل أموراً غاية في الصعوبة، مما دفع السويد بمراقبة حدودها بشكل مشدد مع الدنمارك منعاً من هروب اللاجئين إليها بسبب هذه السياسات الجائرة.
ومن الملاحظ أن الدنمارك هي أول دولة أوربية ترى بأن الوضع في دمشق مواتي لعودة اللاجئين السوريين إليها، وقد رأى نشطاء مدافعون عن حقوق الأنسان أن هذا الأجراء غير المقبول في حق اللاجئين في الدنمارك قد يُشجع دول أوربية آخرى على اتخاذ نفس الأجراء، وهذا ما أعربت الباحثة المتخصصة في الشأن السوري إيما بيلس قلقها من هذا القرار وقالت «القرار الدنماركي بأن دمشق آمنة كان خطئاً والأسوأ من ذلك أن الدنمارك تفتح الباب أمام الدول الأخرى لتحذو حذوها» وأضافت «بدلاً من إعادة النظر في الحلات الفردية يجب عليهم إعادة النظر في سياستهم»
ومن أبرز المنظمات المناهضة لقرار الحكومة الدنماركية لعودة اللاجئين لدمشق المجلس الدنماركي للاجئين، حيث قالت الأمينة العامة للمنظمة شارلوته سلينته في تصريحٍ لها لوسائل الأعلام «الظروف داخل سوريا غير مواتية للعودة للآمنة والطوعيةووالكريمة للاجئين إلى سوريا» وأضافت أن المجلس يبحث مع السلطات الدنماركية سُبل الدعم وحماية اللاجئين السوريين وفق توصيات المفوضية السامية للاجئين.
وقد قام مجموعة من السوريين برفع القضية إلى وزير الخارجية الدنماركي والمفوضية الأوربية والأمم المتحدة والأئتلاف الوطني المعارض ولكن دون أن تعطي النتائج المرجوة حتى الآن.
وقد ناشدت عدة منظمات حقوقية في الدنمارك وأوربا العدول عن هذا القرار لأن في ذلك تعرض السوريين للمضايقات والأعتقال أو إجبار الشباب من هم في سن الخدمة الألزامية بالألتحاق بالجيش والمشاركة في حرب هم في الأصل قد هربوا منها.
مازلت المشكلة قائمة ومازال السوريين في كل أوربا يترقبون الأخبار والقرارات الجديدة بخوف وترقب شديدين، ومازال سوء الطالع يُلاحق السوريين أينما وجِدوا حتى في بلاد يحترم الأنسان وحقه في العيش الكريم.

Author: sindbadmagazin