الصحة

« مجلة سندباد» تنفرد بحوار جرىء مع الصحة العالمية حول التحديات الخطيرة التي تواجه المنظمة والاتهامات الموجهة إليها

« مجلة سندباد» تنفرد بحوار جرىء مع الصحة العالمية حول
التحديات الخطيرة التي تواجه المنظمة والاتهامات الموجهة إليها

الصحة العالمية: شكلنا بعثة دولية للتحقيق في أصلCOVID-19 .. «كورونا» سلط الضوء على ضعف النظم الصحية والتأهب العالمي

الأيبولا والكوليرا على أبواب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتحديات صحية خطيرة تنتظر التحرك

 

تواجه منظمة الصحة العالمية العديد من التحديات والاتهامات في آن واحد، فقد وصل مؤخرا عدد المصابين بفيروس كورونا -الذي يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه المنظمة والعالم الآن – أكثر من 11 مليون شخص وما يزيد عن نصف مليون حالة وفاة مؤكدة بالفيروس، وذلك وسط توجيه أصابع الاتهام للمنظمة المسؤولة عن النظام الصحي العالمي بالتقاعس والاهمال والتأخر في التحذير من خطورة الفيروس قبل انتشاره حول العالم، وهو ما دفع المنظمة للدفاع عن نفسها، والتأكيد على أنها قامت بإتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب لحماية أرواح المواطنين بمختلف دول العالم.
وهو ما يدفع الجميع للتساؤل حول مدى فعالية الإجراءات التي تتخذها المنظمة لحماية النظام الصحي العالمي، ومدى قابلية نظام الانذار المبكر للتعامل مع الأزمات والفاشيات الخطيرة من الأمراض خلال الفترة المقبلة، ولذلك قامت مجلة «سندباد» بالتواصل المباشر مع المكتب الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية للكشف عن بعض من كواليس تعامل المنظمة مع أزمة «كورونا»، وايضا التعرف على خطط المنظمة لمواجهة التحديات الصحية الخطيرة التي تواجه العالم.

رد الصحة العالمية

وجهت «سندباد» عدد من الأسئلة لمنظمة الصحة العالمية بخصوص عدد من الملفات الهامة التي تخص الصحة العالمية، وكان حوارنا مع المكتب الإعلامي للمنظمة كالتالي:
كورونا
سندباد: أعلنت منظمة الصحة العالمية في بداية شهر يناير 2020 عن ظهور فيروس غامض -وهو عرف فيما بعد «كورونا»- في مدينة ووهان الصينية وذكرتم ان هناك اصابات بالفعل بدأت في الظهور هناك.. بالرغم من بداية انتشار الفيروس لماذا لم تتخذ المنظمة اجراءات اكثر تشددا مثل التنبيه بوقف الحركة من وإلى المدينة تفاديا لانتشار المرض عالميا؟
منظمة الصحة العالمية: من أجل التوضيح وبموجب اللوائح الصحية الدولية (IHR 2005) ، تعلن منظمة الصحة العالمية الطوارئ الصحية العمومية ذات الاهتمام الدولي (PHEIC) بناءً على ثلاثة معايير أساسية بموجب المادة الأولى من تلك اللوائح الصحية الدولية باعتبارها حدثًا استثنائيًا، والمادة الثانية تعتبر خطرًا على الصحة العامة للبلدان الأخرى من خلال الانتشار الدولي، أما المادة الثالثة فهي تتطلب استجابة دولية منسقة.
وقد أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن COVID-19 حالة طوارئ صحية عامة ذات أهمية دولية في 30 يناير 2020 بناء على نصيحة لجنة الطوارئ المنعقدة بموجب اللوائح الصحية الدولية (IHR 2005). هذه هي المرة السادسة التي يتم فيها الإعلان عن PHEIC. اجتمعت لجنة الطوارئ في 2019 العام لتفشي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية ولشلل الأطفال على مستوى العالم. في المجموع ، تم الإعلان عن خمس حالات طوارئ صحية عمومية ذات أهمية دولية ( 2009 H1N1- شلل الأطفال 2014- إيبولا في غرب أفريقيا 2014 – زيكا 2016 – إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية 2019).
كما تم عقد لجان طوارئ لم تعلن فيها عن حالة طوارئ صحية عامة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والحمى الصفراء في أنغولا.

الإنذار المبكر

سندباد: لجنة الإنذار المبكر في منظمة الصحة العالمية من المفترض ان تكون بمثابة جرس الانذار قبل انتشار الأمراض والأوبئة وتفشيها عالميا .. فأين كان دورها قبل انتشار المرض؟ ولماذا لم تطلق الإنذار قبل تفشي الفيروس؟
منظمة الصحة العالمية: في اجتماعهم الأول في 22-23 يناير لم تتوصل لجنة الطوارئ (2005) إلى توافق في الآراء حول ما إذا كان الفيروس التاجي الجديد يشكل طوارىء صحية عالمية، ورأت المفوضية الأوروبية أن هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات، ثم زار وفد من منظمة الصحة العالمية الصين، في الاجتماع الثاني في 30 يناير توصلت المفوضية الأوروبية بعد ذلك إلى توافق في الآراء على أن تفشي الفيروس التاجي الجديد شكل PHEIC ووافق المدير العام على توصية المفوضية الأوروبية، وقتها؛ خارج الصين كانت هناك 82 حالة ولا حالات وفاة. أعلى مستوى تنبيه للصحة العامة من منظمة الصحة العالمية هو إعلان الطوارئ الصحية العامة ذات الاهتمام الدولي. «الوباء» ليس مستوى تنبيه في إطار منظمة الصحة العالمية للاستجابة للطوارئ وليس له أي أهمية تشغيلية. في 11 مارس ، وصف المدير العام تفشي COVID-19 بأنه جائحة حيث كان قلقًا للغاية من كل من مستويات الانتشار والشدة ومستويات التقاعس المقلقة.

تحقيقات دولية

سندباد: هل شكلت منظمة الصحة العالمية لجنة للتحقيق في كيفية تفشي الفيروس وسلامة الإجراءات المتبعة؟
منظمة الصحة العالمية: تشير جميع الأدلة المتاحة إلى أن الفيروس المسبب لـ COVID-19 له أصل حيواني طبيعي وليس فيروسًا تم التلاعب به أو تركيبه. من المحتمل أن لديها خزانها البيئي في الخفافيش. في بداية شهر يوليو، تنظم منظمة الصحة العالمية مهمة تحديد نطاق للصين لتشكيل بعثة دولية من الخبراء للنظر في أصل الفيروس. أهمية الصحة العامة لهذا البحث حاسمة. بدون معرفة أصل الفيروس، من الصعب منعه من الحدوث مرة أخرى. ينشأ هذا التحدي مع جميع مسببات الأمراض غير المعروفة ، حيث تأتي معظم هذه مسببات الأمراض من الحيوانات. تعتبر نتائج هذه الدراسات ضرورية لمنع المزيد من حالات دخول الحيوانات إلى الفيروس التي تسبب COVID-19 في السكان البشريين. نحن نفهم أن عددًا من الدراسات لفهم مصدر تفشي المرض في الصين بشكل أفضل مسار أو مخطط حاليًا ، بما في ذلك التحقيقات في الحالات البشرية مع ظهور الأعراض في ووهان وحولها، في أواخر عام 2019 أُخذت العينات البيئية من الأسواق والمزارع في المناطق التي تم التعرف على الحالات البشرية الأولى فيها، مع سجلات مفصلة عن مصدر ونوع أنواع الحياة البرية والحيوانات المستزرعة المباعة في هذه الأسواق، مع العلم انه لا تشارك منظمة الصحة العالمية حاليًا في الدراسات التي تجرى في الصين. تواصل منظمة الصحة العالمية التعاون مع خبراء صحة الحيوان وصحة الإنسان والبلدان والشركاء الآخرين لتحديد الثغرات وأولويات البحث للسيطرة على COVID-19 ، بما في ذلك التحديد النهائي لمصدر الفيروس في الصين. قبلت منظمة الصحة العالمية نصيحة لجنة الطوارئ في 1 مايو للعمل على تحديد المصدر الحيواني للفيروس من خلال البعثات العلمية والتعاونية الدولية، بالتعاون مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. وستحرص منظمة الصحة العالمية على العمل مع الشركاء الدوليين وبدعوة من الحكومة الصينية للمشاركة في دراسات حول أصول الحيوانات.

الرقابة العالمية
سندباد: ما هى الأدوات التي تمتلكها منظمة الصحة العالمية للتأكد من إتباع السلطات الصحية عبر العالم لإرشادات المنظمة؟
الصحة العالمية: يتم تحديد سياسات المنظمة من قبل 194 دولة عضو. تتمثل ولاية منظمة الصحة العالمية في العمل على تعزيز صحة جميع الناس في كل مكان ، دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو المعتقد السياسي أو الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية. في جميع الأوقات، عملت منظمة الصحة العالمية وفقا لولايتها كمنظمة فنية قائمة على الأدلة تركز على حماية جميع الناس في كل مكان. ينص دستورنا على أنه يجب على كل دولة عضو «احترام الطابع الدولي الحصري للمدير العام والموظفين وعدم السعي للتأثير عليهم». (المادة 37) نعلم أن كل بلد يفهم أن هذا الالتزام أمر حاسم لنزاهة وحياد منظمة الصحة العالمية في عملها الصحي العالمي. وكما قال المدير العام لوزراء الصحة في مجموعة العشرين في 19 أبريل ، فإن وباء COVID-19 قد سلط الضوء على الضعف في النظم الصحية والتأهب العالمي، وتلتزم منظمة الصحة العالمية بقيادة العمل المطلوب من قبل قادة مجموعة العشرين، بالتعاون مع شركائنا ، لتقييم الثغرات في العالم الاستعداد، ووضع الأسس لعالم أكثر صحة وأكثر أمانًا وعدلاً نريده جميعًا.
أضافت المنظمة إنه تتم الحوكمة من خلال جمعية الصحة العالمية، وهي الهيئة العليا لصنع القرار؛ والمجلس التنفيذي الذي ينفذ قرارات وسياسات جمعية الصحة.

اليمن والكونغو

سندباد:هناك مرض الكوليرا منتشر الآن بالفعل في اليمن فضلا عن الايبولا في الكونغو .. فهل هناك تخوفا من تحوله لجائحة عالمية، وخ أن الأوضاع هناك الصحية والمجتمعية والعامة في تدهور مستمر؟
منظمة الصحة العالمية: الأشخاص المتأثرون بالأزمات الإنسانية، وأولئك الذين يعيشون في ظروف منخفضة القدرات يتأثرون بشكل مختلف بتفشي COVID-19. في هذه الظروف، قد يكون من الصعب تنفيذ التدابير الحاسمة للوقاية والسيطرة على COVID-19، مثل الابتعاد الجسدي، والقيود المفروضة على الحركة المنزلي، وغسل اليدين بالماء والصابون، وإغلاق المدارس وأماكن العمل، لذلك التزمت المنظمة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتحسين الخدمات الصحية للاجئين والنازحين وعديمي الجنسية هنا. ستدعم مساهمة بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي من صندوق الاستجابة للتضامن عمل المفوضية لتحسين الخدمات الصحية للاجئين والنازحين وعديمي الجنسية.
في 25 يونيو 2020 ، أعلن وزير الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية نهاية تفشي مرض فيروس إيبولا (EVD) في مقاطعات شمال كيفو وإيتوري وكيفو الجنوبية. ووفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية ، صدر الإعلان أكثر من بعد 42 يومًا ، كان اختبار الشخص الأخير الذي أصيب بمرض فيروس الإيبولا في هذا التفشي سلبيًا مرتين وخرج من الرعاية.
وهنا أنتهى حوارنا – الذي تم عبر البريد الإلكتروني للمكتب الإعلامي لمنظمة الصحية العالمية- والذي يشير إلي ان هناك العديد من التحديات الصحية التي تواجه العالم، وتتطلب سرعة التضامن والتعاون من أجل مواجهتها ومنع تطورها خلال المستقبل.

تحديات إقليمية

هل تعقتد ان شخص مريض لا يقوى على القيام من سريره أو يتحرك بضع أمتار قليلة سيتمكن من العمل بشكل مهني وتحقيق مشاركة مجتمعية سليمة والمساهمة في عملية الإنتاج بشكل فعال؟!! بالطبع لا .. تعبتر الصحة من أبرز التحديات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط ةشمال إفريقيا منذ مرحلة ما قبل الولادة مرورًا بالطفولة ثم الشباب حتى الشيخوخة.
تعاني المنطقة من ضعف الإمكانيات الصحية بطريقة خطيرة، فمن السهل على بعض بلدانها بناء مخازن سلاح أو شراء المعدات الحربية وإنفاق مليارات الدولارات على الصراعات والقتل، فيما يندر في نفس الوقت بناء مستشفي جديدة أو مركز صحي متطور أو الإستعانة بالخبرات الدولية لتطوير النظام الطبي أو حتى الاهتمام بالكوادر الصحية الموجودة لديها وتوفير بيئة عمل مناسبة لها، لنرى الأمر قد تطور خلال السنوات الأخيرة وأصبحت المستشفيات والأطقم الطبية مصدر للاستهداف والقتل والتدمير، فيحدث ذلك بصورة دورية في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وفلسطين والصومال، ليصبح المسعف هنا هدف خلال قيامه بعمله أو تدخل الجماعات المسلحة لقتلهم داخل مقار عملهم وتدمير مراكزهم الطبية، بل ان البعض قد يستخدم المستشفيات كمخازن سلاح، لترد عليه الجهة المتصارعة الآخري بقصف تلك المنشأت الطبية وتدميرها، ومن المؤسف للغاية ان نعلم ان نحو 83% من الهجمات المسلحة على الأطقم الطبية على مستوى العالم قد وقعت في المنطقة خلال عام 2016.

انهيار الرعاية الصحية

ويعتبر نقص المستلزمات الطبية شىء مشترك بين عدد من بلدان المنطقة، فضلا عن عدم الاهتمام بتصنيعها شىء مؤسف يضاف لتلك الأزمة، فحوالي 90% من المنتجات الطبية بالإقليم تُستورد من الخارج، وأكثر من 50% منها يهدر نتيجة الاستخدام الغير رشيد لها، كما تشهد المنطقة هروب جماعى للعاملين بالمجال الصحي لضعف الرواتب، وايضا لعدم توافر معدات الوقاية الطبية أثناء القيام بعملهم مما يسهل من انتقال الأمراض والفيروسات إليهم ويتسبب بوفاتهم، فضلا عن تعرضهم لهجمات مسلحة من أطراف الصراع خلال قيامهم بعملهم، كما إنك لن تجد بالمنطقة سياسة طبية وخطة استراتيجية صحية واضحة طويلة الأجل إلا في بعض الدول التي يتوفر بها الاعتمادات المالية لرفع كفاءة النظام الصحي والاستعانة بالأطقم الطبية المؤهلة من الخارج، وأغلبها الدول النفطية بالخليج.
أمراض وأوبئة تهدد العالم
تعتبر منطقة الشر الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر مناطق العالم احتضانا للأمراض والفيروسات القاتلة، فبعض تلك الأمراض يصاحب الطفل منذ مرحلة ما قبل الولادة حتى وفاته، بسبب اشتداد وطأة النزاعات وأهمال الرعاية الصحية، حيث يعاني نحو 20.2 مليون طفل بالمنطقة دون سن الخامسة من التقزم بسبب سوء التغذية، في حين أن نصف النساء البالغات وأكثر من 15 % من الأطفال وما يزيد عن نصف المراهقين يعانون فرط الوزن أو السمنة والأمراض غير السارية مثل النوبات القلبية، والسكتة، والسرطانات، وداء السكري، وأمراض الرئة.
أما الكارثة الأشد خطرًا خلال تلك الفترة إنه قد أصبحت تعانى 4 بلدان في المنطقة (اليمن والصومال وسوريا والعراق) من حالات طوارىء صحية كبري – بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة – وقد تأثرت بذلك ثلث بلاد المنطقة بطريفة مباشرة أو غير، كما شهدت أكثر من نصف دول المنطقة حوالي 12 دولة من تفشي ملحوظ للأمراض المعدية مع احتمال انتشارها على الصعيد العالمي – بحسب منظمة الصحة العالمية- لينذر الوضع الآن بأن استمرار الوضع بالمنطقة سيؤدي خلال المستقبل القريب إلي تفشي أوبئة جديدة قد يصعب السيطرة عليها أو الحد من انتشارها بصورة مفزعة لتخرج إلي العالم أجمع، ربما تتخطى معدل انتشار فيروس «كورونا» وتفوقه فتكًا، أو تظهر سلالة جديدة من الفيروسات المدمرة نتيجة الأوضاع الصحية المظلمة التي تشهدها بعض المنطقة مع استمرار أعمال القتال الدموية بها.

الأيبولا والكوليرا على الأبواب

في يوم 14 يونيو 2019 عقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعها الطارىء بجنيف لتحذر فيه من خطورة انتقال فيروس «الايبولا» من دولة الكونغو الي البلدان المجاورة، ونوهت المنظمة من خطورة سرعة انتشار المرض بشكل كبير، وبالتالي يصبح الانتقال هنا أقرب ما يكون لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع العلم بان المرض منتشر بالفعل في عدد من البلدان الحدودية لدول بالمنطقة مثل سيراليون وغينينا وليبيريا، وحذرت بشكل غير مباشر من إحتمالية تحول «الأيبولا» لوباء عالمي يمثل تحدي صحي جديد، ولكنها تريثت في الإعلان عن ذلك وقتها انتظارا للمستجدات، وأكدت ان الصراع المستمر هناك والعمليات القتالية سيكون لهما أثر سلبي في الحد من انتشار الفيروس الخطير والقضاء عليه، وطالبت أكثر من مرة بشدة المجتمع الدولي بتوفير الدعم المالي اللازم لمواجهة الفيروس قبل انتشاره عالميًا ولكن … للأسف لم يتعامل المجتمع الدولي حتى كتابة تلك السطور بالشكل الكافي مع تلك الكارثة المقبلة، كما استمر الصراع داخل الكونغو والدول المجاورة والتي قد تصعب أمر مواجهة الفيروس بدون مبالاة عالمية بما يحدث، حيث لا يهتم العديد بتلك الكارثة المقبلة على الأبواب التي ربما تفاجأنا غدا مثل فيروس «كورونا» ولكن تلك المرة ستكون أشد خطرًا واكثر تدميرًا، فالفيروس قد أصاب بالفعل أكثر من 20 ألف شخص هناك.

وضع خطير

لم تنتهي الأزمات الصحية المنتشرة في المنطقة عند تلك النقطة بل هناك فيروس» الكوليرا» الذي ضرب بالفعل دولة اليمن وتسبب بكارثة صحية هناك، حيث تجاوز عدد الحالات الناجمة عن فاشية الكوليرا الآخذة في الانتشار بسرعة في اليمن أكثر من نصف مليون شخص، لتنتشر في جميع المدن اليمنية ليصل معدل الإصابة بها حوالي 5 ألاف شخص يوميًا، توفي منهم أكثر من 2000 شخص حوالى 25% منهم من الأطفال، وتزداد أعداد الإصابات والوفيات كل ساعة، ليتوفي شخص على الأقل في اليمن وأنت جالس تقرأ تلك السطور، لتصفها منظمة الصحة العلامية بـ «أسوأ فاشية من فاشيات الكوليرا في العالم» بالرغم من ذلك يستمر الصراع باليمن بين أطرافه الداخلية والخارجية لتتحول لملعب مفتوح للصراع الدولي والاقليمي هي الآخرى، بعد ان أسفر ذلك الاقتتال عن انهيار كارثي للخدمات الأساسية والصحية بالدولة، وحرم أكثر من 15 مليون مواطن من الحصول على المياه النظيفة والطعام والعلاج المناسب، مما أثر على سرعة انتشار فيروس «الكوليرا» في الوقت الذى يحذر البعض من إمتداده للعديد من الدول الآخرى إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن.
ولا ينافس اليمن في ذلك الوضع الصحي الكارثي سوي سوريا، التي أصبحت أكثر من نصف المستشفيات العامة بالبلد ومراكز الرعاية الصحية العامة خارج نطاق الخدمة أو لا تعمل بكامل طاقتها، وتتجاوز عدد المحتاجين إلى المساعدة الصحية 11.3 مليون شخص، يعيش ثلاثة ملايين شخص منهم بإصابات وإعاقات خطيرة، فضلا عن عدم القدرة على الكشف الطبي وفحص آلاف الأعراض المرضية التي ربما يكون من ضمنها إصابات بفيروسات خطيرة قابلة للانتشار بين المواطنين بقوة، ليصبح الوضع هناك كفوهة البركان المغلقة بغطاء كبير يكاد ان يشتعل بأزمة صحية وفاشية خطيرة، والجميع يغلقون أعينهم عما يوجد تحت ذلك الغطاء من وضع صحي كارثي.
«نكون أو لا نكون» يبدوا أن ذلك سيكون التحدي الذي سيواجهه العالم خلال المرحلة المقبلة، والذي يؤكد بلا مجال للشك على ضرورة التعاون العالمي في مجال مكافحة الأمراض والفيروسات المعدية، وتحديث نظم البحث العلمي، ومساعدة الدول محدودة الدخل على النهوض بقطاعها الطبي، فقد تأكدنا جميعاً خلال أزمة «كورونا» أن ما قد يحدث في بقعة صغيرة في أي مكان حول العالم سيكون له تأثيره الكارثي على باقي الدول بلا إستثناء، فمن هنا نضغط في «سندباد» على جرس الإنذار العالمي لندعو لتفعيل أكبر لدور منظمة الصحة العالمية وإزالة العراقيل التي قد يضعها البعض أمامها لتكون قادرة على مواجهة التحديات الخطيرة المقبلة، والتعامل معها بصورة مهنية فعالة وحاسمة.

Author: sindbadmagazin