عموما

كورونا يحرم كولونيا من فصلها الخامس..

كورونا يحرم كولونيا من فصلها الخامس..

 

-ميرڤت شحاده
تحتفل الكثير من مدن ألمانيا بالكرنڤال كل عام من الحادي عشر من شهر كانون الثاني حتى منتصف شهر شباط، ويتخلل الأحتفال بالكرنڤال عدة نشاطات وفعاليات بطابعها المرح يشترك بها الصغار والكبار.تبقى مدينة كولن هي مركز الأحتفال في الكرنڤال لما تعطيه من أهمية بالغة و الأهتمام بجميع نشاطات وفعاليات الكرنڤال. يبدأ التحضير للكرنڤال من قبل المطاعم والحانات والأسواق التجارية خاصة مراكز بيع الملابس التنكرية الخاصة بالكرنڤال، حيث تتبارز الشركات لتقديم كل سنة تصاميم جديدة ومصعونة بشكل حرفي وجميل يجذب الإطفال الذين يحرصون على إختيار الزيّ الذي يعجبهم، وأيضاً الكبار والذين يتشاركون بهجة الكرنڤال مع الصغار على حدٍّ سواء.
وتجهز البلديات الطرقات وتسهل الممرات والمعابر من أجل عربات الكرنڤال الجميلة والمحتفلين الذين يترامون على أطرافها يبتهجون بالموسيقا والأغاني والرقص.
ولكن هذا العام وبسبب الأغلاق لمنع إنتشار ڤايروس كورونا سيغيب الكرنڤال بفرحه الكبير وبهجته العظيمة عن مدينة كولن وجميع أرجاء ألمانيا.
وسوف تتكبد ألمانيا خسارة إقتصادية كبيرة بسبب إلغاء الأحتفال بالكرنڤال الذي يقدم دخلاً إجمالياً يصل إلى أكثر من 460 مليون يورو في كل موسم، ويتضمن منها 165 مليون يورو من الفنادق والمطاعم، و 75 مليون يورو في مجال النقل، والمحتفلون في الكرنڤال ينفقون حوالي 85 مليون يورو لشراء الأزياء الخاصة، و وفقاً للمعهد الأقتصادي الألماني فإن الكرنڤال عاملاً إقتصادياً هاماً جداً لأن 3000 شركة تزود المستهلكين المهتمين بالكرنڤال حاجاتهم حيث تنتج خمسة عشر شركة بمفردها لوازم الكرنڤال وحاجياته.
تحصد مدينة كولن والبلديات المحيطة بها حوالي خمسة ملايين يورو من الضرائب الأضافية في أسابيع الكرنڤال، ترمي العربات المصممة خصيصاً للأحتفال حوالي 330 طن من الحلوى، و700000 من ألواح الشوكولا، و 220000 من علب الشوكولا المغلفة على المحتفلين.
تستقبل مدينة كولن أثناء الكرنڤال حوالي مليون ونصف زائر معظمهم من فرنسا وبلجيكا وهولندا.
يتم تمويل الكرنڤال من قبل شركات و نوادي يصل عددها إلى 480 تتبنى رعايته، ومن التبرعات أيضاً لأن الخزينة العامة بالكاد تدعم التجهيز للكرنڤال من الناحية اللوجستية.
ويبلغ إجمالي دخل المدن حوالي ثماني مليون يورو، و وفقاً لدراسة أجرتها مجموعة بوسطن الأستشارية للأستشارات (BCG) نيابةً عن مهرجان كرنڤال كولونيا، فإن الكرنڤال ساهم في الحفاظ على 5000 وظيفة في المدينة وما حولها، فسائقي سيارات الأجرة وحدهم قاموا ب 540،000 عملية توصيل لنقل المحتفلين إلى مواقع الأحتفال وجلب حوالي 957،000 زائر للبارات و الحانات والمطاعم في كولن بالأضافة إلى الذهاب لمراكز التسوق حتى بلغ دخلها حوالي 48 مليون يورو.
كل ماذُكر سيتم خسارته هذا العام بسبب جائحة كورونا وإضطرار الحكومة الألمانية إلى الإغلاق وبقوانين مشددة من أجل الحدّ من إنتشار الوباء وخسران المزيد من الأرواح، وتبقى خسارة البهجة والفرح وإجتماع العائلة والأصدقاء هي الخسارة الأكبر لأن فرحة الكرنڤال لا تشبه إيّة فرحة وأجواء هذه المناسبة متفردة وإستثنائية وتتجدد في كل عام.
لن تُزين الشوراع بالعربات الملونة ككل عام، ولن تُرمى الحلوى المنوعة والورود على المحتفلين الذين ينتظرون على أطراف الطرقات بلهفة صغاراً وكباراً، ولن يرتدي الناس هذا العام الأزياء المنوعة والطريفة، بل سيستبدلونها بكمامة ذات مواصفات خاصة للحد من هذا الڤايروس الذي رمى بثقله و بشاعته على وجه العالم، وحرم الكثيرين من بهجة تُنظر من كل عام.
كولونيا المدينة الجميلة العتيقة ربما لن نحتفل معكِ هذا العام بالكرنڤال ولكن سنتمنى أن نفعل ذلك في العام القادم بكل ما أوتينا من فرح ونصرخ عالياً مطالبين بالحلوى Kamelle…

Author: sindbadmagazin