الصحة

يزول الأمان عن تلك الأدوية لمخاطر قد تؤدي إلي السرطان

يتغير إيقاع الحياة يوماً بعد يوم وتتغيرمعه متطلبات الحياة، فالوجبات السريعة الجاهزة في العمل والمنزل وفي كل الأوقات أصبحت أحب أنواع المأكولات عند الصغار والكبار، الكثير من فناجين القهوة والكافيين كل صباحٍ ومساء، المسليات والمقليات والمخبوزات والسكريات تحتل مكانة كبيرة أمام التلفاز وبين الوجبات وفي الخروجات، محبي الأكلات الحارة تتزايد أعدادهم يومياً، كل تلك العوامل بالإضافة إلي كثيرمن الكسل وعدم ممارسة الرياضة مع نكهة التدخين المزعجة و تناول المشروبات الغازية أدي إلي وجود ملايين الأشخاص يعانون يومياً من حرقة المعدة أوما يسميها البعض بحموضة المعدة وهي عبارة عن ألم شديد يظهر بعد تناول وجبة دسمة ويزداد أثناء الإستلقاء على الظهر وعند النوم ويظهر في منطقة المعدة أومنتصف الصدر بسبب ارتجاع الحمض في المري ويسبب الإحساس بطعم الحموضة أو المرارة في الحلق، فيلجأ الكثير من الأشخاص إلي سرعة تناول الأدوية لاختفاء الألم وتناسى هذه الأعراض، تلك الأدوية تكمن في ثلاث فئات رئيسية وهي مضادات الحموضة وحاصراتH2 ومثبطات البروتون وهي أدوية فعالة بشكل كبير في علاج الحرقة وخاصة مثبطات البروتون والتي أصبحت منذ عشرات السنوات والي الآن تعد الأساس في علاج الحرقة والأكثر استعمالاً حتي دون وصفات طبية،

إلا أننا أمام خطر يداهم أعمار الكثير ممن يتناولون هذه الأدوية بشكل يومي علي فترات مستمرة طويلة، فنوجه أصابع العناية هنا بالأخص إلي كل من يتناول هذه الأدوية لفترات طويلة باستمرار لمدة عام وأكثر، فقد تناولت العديد من الدراسات وجود بعض المخاطر لتلك الأدوية على الأشخاص مع طول فترة تناولها حيث وجد ازدياد نسبة الإصابة بسرطان المعدة كما أكدت ذلك بعض الدراسات التي أجريت على الفئران، بل هناك بعض الدراسات الأخري التي أثبتت تزايد نسبة الإصابة بسرطان المعدة لدي أشخاص تناولوا مثبطات البروتون لفترة طويلة مقارنة بأشخاص أخرين تناولوا أدوية الحموضة من الفئات الأخري مثل  حاصرات H2،  وتكمن بعض الأسباب وراء ذلك أن مثبطات البروتون تعمل على منع إفراز الحمض من خلايا خاصة بالمعدة مما يجعل الوسط الحمضي للمعدة غير طبيعي فيؤثر بشكل عام علي الخلايا الأخري بجدار المعدة كما تؤثر على بعض الإنزيمات الهاضمة الموجودة في المعدة ويعمل ذلك على خلق وسط مناسب لنمو البكتيريا الضارة مثل بكتيريا الكلوستريديوم فتسبب عدوي المطثية العسيرة بالجهاز الهضمي والالتهابات المزمنة وهذا الأمر يفسر أعراض الإسهال المزمنة لمتناولي أدوية مثبطات البروتون باستمرار، والإصابة بالالتهابات المزمنة تعد أحد عوامل الخطر لحدوث السرطان ولذلك تزداد نسبة الإصابة بالسرطان حال وجود عدوي الهيليكوباكتر، كما أن تلك الأدوية تزيد من معدل الوفيات لكونها تؤثر على القلب والكلى والمخ عن طريق تفسيرات عدة منها أنها تعمل على قلة امتصاص العناصر الهامة مثل الكالسيوم والماغنيسيوم وفيتامين ب 12 مما يؤدي إلي العديد من الأمراض كالأزمات القلبية وعدم انتظام نبضات القلب وحدوث التشنجات، إلي جانب حدوث إصابات بالكسر في عظام الحوض والرسغ نتيجه قلة الكالسيوم بالدم، كما لوحظ ازدياد حدوث عدوي الإلتهاب الرئوي مع الاستعمال المستمر لتلك الأدوية، وننبه على بعض المرضى الذين يتناولون أدوية مضادة للتجلط من خطر الاستمرار على تناول مثبطات البروتون لأنها تؤثر علي كفائتها،

ورغم كل هذه المخاطر إلا أنه لا يمكن القول بالتوقف عن هذه الأدوية في حالات معينة مثل تقرحات المعدة و نزيف المعدة و عدوي الهليكوباكتر حيث تفوق أهميتها في هذا الوقت عن بعض الأعراض الجانبية أوالخطيرة لها، ولهذا فقد أصدرت المنظمات الصحية بعض القواعد الإرشادية بتناول مثبطات البروتون لمدة معينة فقط عند الحاجة وفق جرعات مناسبة ومحددة دون زيادة، كما أشارت إلي التبديل بالأدوية المتاحة الأخرى لنوع حاصراتH2 في بعض الحالات المرضية عوضاً عنها،

و تكمن رسالتنا في هذا الموضوع بعدم تناول مثبطات البروتون دون وصفة طبية أولفترات طويلة حيث تخطي الكثير من الناس الحدود المسموحة لهذا الدواء، و ننصح كل من يعاني من حرقة المعدة بالوقوف على أسباب ذلك بالتشخيص السليم والعمل على الوقاية منها بتجنب الوجبات السريعة والدسمة وتجنب التدخين والمشروبات الغازية والكحولية والعمل على تقليل الوزن ورفع مستوي الرأس عند النوم وتفادي كل ما يمكنه زيادة الحرقة من مأكولات ومشروبات وصولاً إلي تجنب الضغط العصبي والعمل

Author: sindbadmagazin