عموما

أكثر الوجهات العربية المفضلة لدى السائح الألماني

علاقة خاصة ومميزة تربط المواطنين الألمان بالعالم العربي، كما ان العرب ينظرون لألمانيا بإعتبارها موطن الديمقراطية والعدالة والحرية والتكنولوجيا الحديثة، فهي كما شبهها لي أحد الأشخاص بأحدى الدول العربية «الحلم الحقيقي»، وبالطبع انعكس ذلك العشق المتبادل بين الطرفان على العديد من المجالات المختلفة مثل الاقتصاد والسياسة والثقافة، وايضا السياحة التي أصبح السائح الألماني جزء أساسي من البرامج السياحية العربية، فكما أوضح تقرير لدويتشه فيله «»DW انه يعتبر الألمان أكثر الشعوب التي تسافر في إجازات على مستوى العالم، إذ وفقاً لمجمع أبحاث السياحة والسفر في ألمانيا، أنفق الألمان نحو 87 مليار يورو عام 2016 على الإجازات. كما أنهم لا يلتزمون بمناطق معينة في سفرهم، إلا ان الدول العربية، وخمس منها تحديداً، كانت – وما زالت إلى حد ما – تلقى إقبالاً من الألمان عليها، لما تتمتع به من شواطئ ومناطق طبيعية وحُسن ضيافة سكانها، بالإضافة إلى تكلفة السفر والإقامة المنخفضة بسبب فارق العملات.

السوق المصري

يقول أحد مديري الشركات الألمانية لدويتش فيليه، إنه يمثل السوق الألماني حالياً نسبة 70 في المائة من الإشغال فى الفنادق مقارنة بموسم 2016، كما تضاعف عدد الطائرات القادمة من ألمانيا إلى مدينتي الغردقه ومرسى علم، ومن المتوقع زيادة هذا الرقم مرة أخرى، كما ان المشاركة في المعارض الدولية المختصة بالقطاع السياحي، أو الاستعانة بنجوم رياضيين وممثلين عالميين في إعلانات تشجيع السياحة، أو حتى دعوة قادة عالميين إلى مصر والاجتماع بهم في منتجعات ومناطق سياحية، مثل زيارة المستشارة أنغيلا ميركل الأخيرة وزيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية فرنسيس كان له اثر هام في تنشيط ذلك الإقبال السياحي الألماني، وايضا يلعب العامل الاقتصادي دوراً هاماً في عودة السياح إلى مصر، لاسيما بعد انخفاض الجنيه المصري أمام بقية العملات الدولية، وخاصة اليورو، في الأشهر الماضية، ما ساهم في تخفيض أسعار الرحلات والعروض السياحية إلى مصر بشكل كبير ومغر للسائح الألماني.

تونس

من مصر إلى تونس، هذا البلد العربي الصغير ولكنه يتمتع بأهمية خاصة في السوق السياحية الألمانية، إذ يسمح موقعه الجغرافي القريب من القارة الأوروبية، بالإضافة إلى مجتمعه المتحرر وبنيته السياحية التحتية المتطورة، باستقدام أعداد كبيرة من السياح الأجانب سنوياً، ما أكسب قطاع السياحة في تونس مكانة هامة انعكست في تشكيله نحو سبعة في المائة من صافي الناتج القومي للبلاد.
سبق للكثير من الألمان وأن قاموا بقضاء إجازاتهم في تونس لمرة واحدة على الأقل. ولهذا فإن لتونس مكانة خاصة بالنسبة للألمان. ويفيد المتحدث الإعلامي لوزارة السياحة التونسية، حيث وصل عدد السياح الألمان وحدهم إلى نصف مليون سائح قبل ثورة الياسمين عام 2011، إلا ان الرقم عاد للارتفاع من جديد عام 2016.

الأردن والمغرب والإمارات

الدول الثلاث الأخرى التي يُقبل عليها السياح الألمان هي الأردن والمغرب والإمارات. لم تعان المغرب أو الإمارات – وخصوصاً دبي – من تراجع في أعداد السياح الأجانب والألمان، بل في حقيقة الأمر، استفاد المغرب من تراجع السياحة في دول مثل مصر وتونس، ذلك أن السياح انتقلوا إلى المغرب كوجهة بديلة، وذلك بسبب التشابه في المناخ والبنية التحتية للسياحة وطبائع السكان، بالإضافة إلي التعاون الوثيق بين المغرب وعدد من الدول الأوروبية، ومن بينها ألمانيا، في مجالات تشجيع السياحة، وتوقيع عدد من الاتفاقيات مع شركات سياحية ألمانية كبيرة لتسيير رحلات إلى الوجهات المغربية المفضلة لدى الألمان، لاسيما مدينتي أغادير ومراكش.
يذكر أن نسبة السياح الألمان القادمين إلى المغرب ارتفع بنسبة 14 في المائة عام 2015، وربما يرتبط ذلك بالاعتداءات الإرهابية في تونس في ذات العام، والتي أدت إلى تراجع هائل في السياحة الأجنبية هناك.
وفيما يتعلق بالأردن، الوجهة المفاجئة التي باتت تحظى باهتمام السياح الألمان مؤخراً، فرغم أن عدد السياح الألمان القادمين إليها ما يزال منخفضاً نسبياً مقارنة بوجهات سياحية عربية أخرى، إلا أن الاستقرار النسبي والجو المعتدل صيفاً، بالإضافة إلى الآثار الفريدة من نوعها – كالبتراء – والمواقع الدينية الهامة للمسيحية تشكل عامل جذب للسياح الألمان.
وتؤكد دويتشه فيله انه تعتبر الإمارات العربية المتحدة من الوجهات الخليجية الأولى للسياح الأجانب والألمان على حد سواء، وخاصة مدينة دبي التي تحظى بشهرة عالمية حالياً، وذلك لأسباب لا تجهلها الغالبية. فبالإضافة إلى التطور العمراني والتكنولوجي الذي يضاهي عواصم غربية، تزخر مدن إماراتية مثل دبي وأبو ظبي والعين بالعديد من النشاطات السياحية، من شواطئ ورحلات تخييم في الصحراء، مروراً بأطول برج في العالم (برج خليفة) وعدد من المتنزهات المائية والحدائق والمتاحف ومراكز التسوق، كل هذا يعززه استقرار سياسي وأمني مستمر منذ سنوات، الأمر الذي أدى إلى ازدياد أعداد السياح الألمان، لاسيما أولئك الذين يقومون برحلات سياحية بالسفن العملاقة في فصل الشتاء.
وكما يعشق السائح الألماني العالم العربي، فأن العيد من المواطنين العرب يعتبرونهم من أكثر شعوب العالم سلمية وحب للآخرين وتحضرًا، لاسيما أن ألمانيا تعمل كوسيط نزيه محايد في العديد من القضايا العربية، مما كان له بالغ الآثر في تلك الصورة الإيجابية.

Author: sindbadmagazin