عموما

المطاعم السورية في ألمانيا بين الاتقان والأخفاق….

المطاعم السورية في ألمانيا بين الاتقان والأخفاق

المطاعم السورية في ألمانيا باتت معروفة وكثيرة في السنوات الأخيرة، وقد اعتمد أصحاب هذه المطاعم بتجسيد الروح والثقافة السورية ليس من خلال الطعام وحسب بل ومن خلال أيضاً ديكور المطعم وطريقة تنظيمه، أو في أشكال الصحون والكؤس المقدمة، وحتى في طريقة أفتتاح المطعم حيث قامت الكثير من المطاعم بأحضار (العراضة السورية أو الشامية) في الافتتاح وهذه العراضة هي عبارة عن فرقة من الرجال يرتدون أزياء من وحي البيئة السورية القديمة ويقدمون عرضاً شبه غنائي على أنغام الطبول يتسم بالحماس وعرضاً راقصاً بالسيف والترس.
ولابد أن هذه المطاعم قامت بكل الأوراق والأجراءات اللازمة للحصول على تصريح لاقتتاح المطعم، وعرف أصحابها القوانين المتبعة في هكذا مشروع ولعل أهمها هي أجراءات النظافة والألتزام بمعايير الصلاحية المنصوص عليها لضمان السلامة.
ولكن للأسف هناك بعض المطاعم السورية التي لا تلتزم بهذه المعايير و يرجع ذلك لعددة أسباب مثل قلة الخبرة، فالكثير من أصحاب هذه المطاعم لم تكن هذه المهنة مهنتهم في الأصل ومنهم العديد من أصحاب مهن أخرى ليس لها علاقة بالمطاعم، وهناك سبب يرجع الى ثقافة المجتمع التي تختلف في سوريا عن ألمانيا، ففي ألمانيا المعايير واحدة وتشمل جميع من يعملون في مجال الطعام كالمخابز وعربات المأكولات وغيرها، أما في سوريا فالمعايير موجودة أيضاً ولكن لايوجد حزم في تطبيقها وتتفاوت من مكان لآخر، لذلك الحفاظ على النظافة في سوريا هو عامل جذب للزبائن أكثر ما يكون خوفاً من العقاب في حالة عدم الألتزام في الشروط المطلوبة، لذلك تبدو هذه المسألة عند أصحاب بعض المطاعم غير هامة أو ليست من أولويات القائمين على المطعم.
لا نستطيع أن نغفل عن أهمية المطاعم في نشر ثقافة مجتمع ما وتقديم صورة مصغرة عنه، وهناك أمثلة كثيرة مثل المطاعم الأيطالية ذات السمعة المحببة في جميع العالم وبالتأكيد هذه السمعة الجيدة لم تأتي فقط من الطعام الأيطالي الشهي الذي يُقدم بل أيضاً من اتباع المعايير المطلوبة من كافة الجهات، ومن منا لا يعرف غزو المطاعم الصينية للعالم حتى بات المطعم الصيني من أهم المطاعم المطلوبة في كل البلاد تقريباً -مع تراجع القليل من شعبيته بعد كورونا-
والمطاعم السورية في ألمانيا اليوم تنافس الكثير من المطاعم خاصةً في مدينة برلين و كولونيا وهامبورغ وميونخ، وحتى نكسب المنافسة ونأخذ المقدمة في تقديم صورة مشرفة لسوريا التي تستحق كل نجاح علينا انجاز العمل من كافة جوانبه بالطريقة الصحيحة، وهناك أمثلة عديدة من المطاعم السورية التي احتلت الصدارة وقدمت صورة مضيئة لسوريا الأصيلة تجعلنا نفخر بها ونقدمها كمثل نتباهى به أمام المجتمع الألماني الذي لا يقبل بأيّ تهاون في أجراءات النظافة لأنه يحمل هذه الثقافة.
المطاعم السورية في ألمانيا مشاريع غاية في الأهمية لأنها صورة جيدة للأندماج في المجتمع الألماني وايضاً هي باب هام لفتح فرص العمل للكثير من السوريين الذين يبحثون عن عمل في بيئة مريحة لهم في بلد الغربة، و وسيلة جيدة لتقديم الثقافة السورية بطريقة جميلة وبسيطة لا تحمل التكلّف، لذا يجب ان يكون أصحاب هذه المشاريع على دراية بما يحملون من مسؤلية تمسّ كل سوري وتقديم صورة تعكس وجه سوريا الجميل الذي شوهته الحرب ولكن لن يشوهه حبنا له ومسؤليتنا تجاهه.

Author: sindbadmagazin