عموما

مجمع الأديان من قلب القاهرة

Egypt Edfu temple, Aswan. Passage flanked by two glowing walls full of Egyptian hieroglyphs, illuminated by a warm orange backlight from a door

مجمع الأديان من قلب القاهرة

تحية المسلمين: السلام عليكم
في المسيحية .. رسالة بولس: «رَبُّ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُعْطِيكُمُ السَّلاَمَ دَائِماً مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. الرَّبُّ مَعَ جَمِيعِكُمْ» وفي إنجيل لوقا «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».
و أما التحية فى اللغة العبرية تسمي « شالوم» أي السلام ..

 

هل ترون أن جميع الأديان حثتنا على السلام بلا إستثناء، فنحن بالفعل نعيش جميعا سواء مسلمين او مسيحيين أو يهود على أرض واحدة تشرق علينا نفس الشمس، وينير لنا ذات القمر طريقنا، ولكن بالرغم من ذلك حتى الآن لم نجد بجدية وبعيدا عن الشعارات البراقة أو الكلمات الرنانة ما يمكن ان يربطنا أكثر على تلك الأرض بصورة روحية صادقة بعيداً عن الأفكار السياسية أو غيرها من الأمور، تناسى البعض أن النيران عندما تشتعل تدمر كل شىء أمامها بدون توقف، فالمرض عندما ينتشر والعنف والتطرف عندما يشتعلان كل ذلك سيصل للجميع في أي مكان حول العالم، ورأينا ذلك بالفعل مؤخرًا في جانحة فيروس «كورونا»، التي لم تفرق في ضحاياها بين أي ديانة أو جنسية أو انتماء. كنت أبحث على شبكة الإنترنت مؤخراً عن أحد المواقع الآثرية المصرية فوجدت اسم «مجمع الأديان» يظهر لي فجأة على محرك البحث، كنت قد سمعته عنه من قبل ولكني لم أقوم بزيارته من قبل، فقلت لنفسى من المخجل ان يكون ذلك المكان على أرض وطني ولا اعرف عنه شىء، وهنا قررت القيام بشىء مختلف وزيارة ذلك المكان على أرض الواقع، ربما اكتشف شىء جديد أشد تميزاً وتفرداً بعيدا عن صفحات الإنترنت وواقعها الإفتراضي، الآن أعتقد أنه قد حان الوقت لنقوم بتلك الجولة المميزة من قلب العاصمة المصرية لنكتشف سوياً ثلاثة أديان عاشت منذ ألاف السنوات في سلام وؤام بمكان واحد لا يفصل أماكنها المقدسة سوى بضع أمتار قليلة.

مهد الأديان والحضارات

تعتبر مصر واحدة من أقدم دول العالم على الإطلاق؛ حيث يعود تاريخها إلى الألفية السادسة قبل الميلاد؛ لتنشأ معها الهيروغليفية التي تعد ثاني أقدم نظام عُرف للكتابة، لتجمع مصر أو «أم الدنيا» كما يطلق عليها المصريون مجموعة هائلة متنوعة من الأثار الدينية والحضارية المتنوعة، فضلاً عن تاريخها القديم الذي مرت عليه العديد من الثقافات والحضارات المختلفة، لنجد في النهاية تركيبة سكانية يعتبرها البعض فريدة تجمع بين الأديان الثلاثة جنباً إلى جنب، فقد عاش سيدنا موسي وتربي بمصر، واستظل بسمائها مع أتباعه من اليهود، وشهدت أرضها هلاك فرعون بعد محاولته الفاضلة للتخلص منهم، يمر الزمن لتعد زيارة سيدنا عيسى بن مريم لمصر في رحلة العائلة المقدسة حدثًا جللاً في التاريخ المصري، مازالت معالمه موجودة حتى يومنا هذا في كل مكان حلو به، لتتحول تلك الأماكن لمقدسات دينية في صورة كنيسة أو دير أو رمز ديني شهير، حتى دخول الإسلام لمصر عام 641 ميلادياً، وإعلانه حماية ورعاية اليهود والأقباط مثل المسلمين تماماً بدون أي تفرقة في الحقوق والواجبات، لتجمع مصر بين ثلاث أديان سماوية مختلفة حثت جميعها الناس على التعاون من أجل الخير، وإعمار الأرض ونشرالتسامح والسلام.
يجتمع في مصر شعب واحد مكون من ثلاث أديان، فهناك أقباطها الذين يشكلون حوالى 10% من إجمالي المواطنين البالغ عددهم ما يقارب من 100 مليون نسمة، حوالي 150 ألف من تلك النسبة من الكاثوليك، والباقي من الأرثوذكس، يتوزعون على مختلف الشرائح المجتعمية من جامعي القمامة إلى عائلات شديدة الثراء مثل رجل الأعمال الملياردير «نجيب ساويريس، وعائلته التي تعتبر من أغنى أغنياء مصر والمنطقة، فضلاً عن وزراء ومسؤولين بجهات مختلفة بالدولة والبرلمان مثل السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أما المواطنين اليهود بلغ عددهم 80000 يهودي في النصف الأول من القرن العشرين، وهو يعد العصر الذهبي لليهودية في مصر، وقد أدت الهجرة الجماعية لليهود من الأراضي العربية إلى إسرائيل في منتصف القرن العشرين إلى تناقص هذا العدد بشكل كبير، ليصل الآن إلى ما يقرب من 12 مواطن فقط معظمهم فوق الستين عاماً، إلا ان ذلك لا يمنع وجودهم بالمجتمع وخروجهم في بعض الأحيان النادرة بالصحافة والإعلام يتحدثون فيه عن ذكرياتهم القديمة بمصر وحال الطائفة الآن.
وفي مثال روحانياً أكثر قرباً ولكنه أبعد زمنياً لتلك الصورة الرائعة، إذا تجولت في المناطق الأثرية المصرية ستفاجأ بأنها تجمع بينها العديد من المقدسات الدينية للديانات الثلاثة، فهناك 71 اثر إسلامي أشهرهم مسجد محمد على، جامع عمرو بن العاص، الجامع الأزهر، وشارع المعز لدين الله الفاطمي وتحفه الإسلامية العريقة، فضلاً عن 22 أثر قبطي أبرزهم منطقة أبو مينا بالصحراء الغربية، دير السريان والأنبا بيشوى، دير القديسة دميانة، كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب، و دير سانت كاترين، وذلك بالإضافة إلى 11 من المعابد اليهودية مثل معبد إلياهو هانبي، اليهود الإشكناز، بن عزرا، معبد شعار هشمايم، موسى بن ميمون، ولا ننسى قيام الحكومة المصرية مؤخراً بترميم المقابر اليهودية في البساتين، وايضا الكنيس الياهو هانبي بمحافظة الإسكندرية، ولن أخفيكم سراً إذا قلت ان ذلك الأمر شهد الكثير من الجدال على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وحاول البعض تسييس الأمر، وجعل الاهتمام بذلك التراث المصري الأصيل كعمل سياسي، وهو ما قابله عدد من الشباب المصري المثقف الواعي بقطع ذلك الطريق، مؤكدين أن ذلك التراث اليهودي هو مصري الأصل، وترميمه يعتبر مكسب جديد لمصر، يتلائم مع مكانة البلاد التاريخية.

فن وثقافة

عبارة مسلم ميسحي يهودي لم يكن لها وجود من قبل على طاولة المناقشات الشعبية أو حتى الصحف، وبالتحديد خلال فترة بدايات القرن العشرين، فالمجتمع المصري كان يطبق مقولة «الدين لله والوطن للجميع» بمعناها الحقيقي، فكان هناك العديد من الفنانين اليهود بمصر، ولم يسبق قبل اسمهم كلمة يهودي في أي صحيفة أو حتى على لسان مواطن مصري، مهما كانت فئته أو ديانته، فشخصياً لم اكن أعلم إن الممثلة المصرية الشهيرة «ليلى مراد» يهودية الديانة، وغيرها من العظماء الذين أثروا الحية الثقافية والفنية والاقتصادية المصرية خلال تلك الفترة، فلا يمكن لمصري ان ينسى «يعقوب صنوع» الذي أنشأ أول مسرح في مصر عام 1870، والمخرج «توغو مزراحي»، والفنانة «نجوي سالم»، والراقصة الشهيرة «كيتي» التي اشتهرت بمشاركتها بعدد من الأفلام السينمائية مع النجم المصري «إسماعيل ياسين»، والملحن الشهير «دواود حسني» المدفون الآن بالمقابر اليهودية بالبساتن في القاهرة، وأتذكر مؤخراً أنني قرأت خبر وفاة الفنان «يوسف داود» الذي استمتعت بدوره في العديد من الأعمال الفنية «أبرزها» المسلسل الاجتماعي» أيام ونيس»، ولم أعرف انه قبطي سوى بعد وفاته فضلاً عن الممثل الشهير»هاني رمزي» الذي أتحداكم إذا سألت الكثير من الشباب الآن معظمهم لن يعرف إنه قبطي، حتى أن الفنان المصري العظيم «نجيب الريحاني» الملقب «برائد السينما المصرية» لم تُعرف ديانته إلا منذ سنوات قليلة، رغم وفاته منذ أكثر من نصف قرن، أما السير «مجدي يعقوب» الجراح العالمي الشهير فإذا ذكرت اسمه في أي مكان بمصر ستجد الكبير والصغير يبتهل فرحاً به، فهو مؤسس مركز جراحات القلب بمصر، الذي استطاع وفريقه الطبي إنقاذ الألاف من أطفال مصر من الموت بأمراض القلب، كما أتذكر كيف أن صفحات التواصل الاجتماعي ثارت بشدة ضد أحد المتعصبين عندما صرح بأنه بسبب ديانته المسيحية لن يدخل الجنة، وقتها غضب العديد من المصريين بشكل يفوق الوصف ضد تلك الأقاويل التي ربما كان لها غرضها السياسي الخفي، وإذا انتقلنا من الثقافة والفن للاقتصاد فسنجد أغنى عائلة بمصر قبطية وهي عائلة «ساويرس»، أما رجال الأعمال اليهود بمصر فكان لهم قديماً إسهامات بارزة في الاقتصاد الوطني، مثل عائلة «موصيري» التي ساهمت في بناء وإدارة عدة دور للسينما والفنادق مثل «مينا هاوس»، وسان ستيفانو بالإسكندرية، وحتى الآن إذا تجولت ببعض شوارع مصر ستجد بعض من لافتات محلات شيكوريل، صيدناوي، يفولي، بنزايون، عمر أفندي، وهانو، موجودة بها رغم توقفها عن العمل وبيع معظمها أو تصفيته، كانت تلك العلامات التجارية تمثل نقاط بارزة في التاريخ المصري .. بل كان من النادر أن تجد بيت مصري يخلو من أي من تلك الماركات المتنوعة، ولم يمتنع أحد عن شرائها بزعم ان أصحابها يهود الديانة، بالعكس كانوا جزء من المجتمع يعمل بتلك المؤسسات الاقتصادية عمالة مصرية، وتبيع وتشتري وتنتج وتساهم في دفع عجلة الاقتصاد بالبلاد، كان الجميع يعمل ويمارس الرياضة، الفن، والاقتصاد بجانب بعضهم البعض بدون أي حساسية أو حتى مشاجرة واحدة.

صراع من العدم

أكاد اسمع أحد القراء يصرخ وهو يقرأ تلك القفرات السابقة، ويتسائل عن سر الفتن الطائفية التي تسمعون عنها كل فترة بمصر بين المسلمين والأقباط، لدرجة أن هناك قرى في جنوب البلاد أصبحت بعض ووسائل الإعلام تصفها بأنها «فوق صفيح ساخن»، الأمر إجابته بسيطة للغاية، السر هنا يبدأ بشائعة وخبر كاذب يتم تداوله لينتشر ويتفرع ويضاف إليه بعض المغالطات وهو ينتقل من فم لآخر، دعونا نطرح بعض الأمثلة لنكون أكثر قرباً، أذكر سماعى تسجيل لخطاب الرئيس المصري الراحل السادات وهو يقول بصوته المؤثر «أن غسيل في بلكونة مواطن يتحول لحادث فتنة طائفية «، بدأت تلك الواقعة في يوم 12 يونيو عام 1981بين أثنان من الجيران أحدهما مسلم، والآخر قبطي كان يقوم بنشر ملابسه فغضب الآخر، لأنها يسقط منها بعض المياه على ملابسه، فيتحول الأمر لشجار ضخم ليصبح حادث فتنة طائفية – مع أن الأمر ليس له علاقة بالدين من الأساس- وهو مما تسبب في 12 قتيل و 117 مصاب، بالإضافة لعمليات سرقة ونهب للعديد من المحلات بمنطقة الزاوية الحمراء في القاهرة، أما الحادثة الأغرب، والتي تؤكد أن نيران الفتنة تبدأ من شرارة يطلقها أصحاب مصلحة أو أطراف ترغب في الانتقام، ثم تتحول لأزمة كبرى، هو ما حدث في شهر يوليو 2016، حينما قام مواطن بالبناء على قطعة من أرضه، وهنا صارت شائعة غامضة تفيد أنه يريد بناء كنيسة في ذلك المكان، تسببت تلك الشائعة في مشاجرات ضخمة نتج عنها حرق 4 منازل لمواطنين ليس لهم علاقة بالموضوع من الأساس، الغريب ان ذلك الحادث وقع بعد تعرض أحد مباني الخدمات التابع لكنيسة العذراء بقرية البيضاء في غرب مدينة الإسكندرية، لاعتداءات من جانب محتجين بسبب شائعة – لم يُعرف ايضا ًمن أطلقها – عن نية تحويل المبنى إلى كنيسة آخرى، لم تكن تلك الا نماذج بسيطة من حواث فردية بدأت كمشكلة صغيرة مثل العديد من المشكلات اليومية في أي مكان بالعالم، ثم تحولت فجأة بسبب إشاعة أو معلومة خاطئة إلى فتنة ومشاجرات وحوادث عنف، ليكون المتهم الأول في رأيي الشخصي هو الجهل والأمية التي يكتوى بنيرانها أكثر من 25% من سكان مصر، فضلاً عن غياب ثقافة الحوار والمناقشة الهادئة، والأخطر هي الظروف الاقتصادية التي أرهقت عدد من المصريين، فطبيعي أن يكون العاطل أو المُرهق نفسياً ومعنوياً ضحية لمعلومة خاطئة أو خبر كاذب ليشعل نيران غضبه المشتعلة من الأساس.

مجمع الاديان

قررت منذ أيام القيام بزيارة إلى «مجمع الأديان» الموجود بمنطقة مصر القديمة بالعاصمة المصرية القاهرة، وشجعني على تلك الزيارة موضوع المقال الذي بين أيديكم الآن، وبالفعل استقليت المترو ووصلت لمحطة «مارجرجس» ونزلت منها غير متقين ما الذي سوف أكتشفه في تلك الرحلة القصيرة، بعد الخروج من المحطة وجدت نفسي بشارع مغلق به بعض من المارة كأنهم في نزهة يجلس بعضهم على الرصيف ببساطة شديدة يتناولون أطعمة خفيفة، ويتجاذبون أطراف الحديث في هدوء، لم أستطيع التمييز من ديانة أحد، فالجميع واحد هنا بالمكان الذي يجمع بين الجامع الإسلامي والكنيسة القبطية والمعبد اليهودي، اصطحبت زميلتي وبدأنا في التجول بالمنطقة، بدأنا جولتنا بزيارة لحارة «القديس جرجس» التي أدهشني أن يكون أول ما تقع عيناي عليه في بداية ذلك الزقاق الصغير – الذي يضم عدد من الكنائس القبطية ومعبد يهودي- هو وجود كتب إسلامية مثل الدولة الفاطمية في مصر، كتاب الدولة الأموية، وكتب عن صلاح الدين الأيوبي وعظماء الإسلام، في تلك الحارة الصغيرة التي أغلبها أو كلها أقباط، لتستمر الجولة على أنغام موسيقى أم كلثوم المنطلقة من أحد المحلات، لأدخل مع زميلتي لزيارة الكنيسة المعلقة، ثم نتوجه بعدها لكنيسة مارجرجس ثم لكنيسة أبو سرجة، كانت زميلتي المحجبة ترافقني منذ بداية الرحلة لنهايتها، ودخلنا معظم الكنائس بمجمع الأديان، والذي لم أتوقعه بصراحة أني لم أجد أي نظرة أو همسة أو حتى لفتة تتسائل أو تتعجب من وجود شابة محجبة بتلك المنطقة القبطية أو حتى لم أسمع من يوجه لنا تعليق أو سؤال كشاب مسلم وشابة مسلمة عن سبب رغبتهم في دخول الكنائس أو التجول بداخلها، كان الأمر ممتع فعلاً، بجانب المعلومات التاريخية والدينية عن المنطقة، زادت سعادتي برؤية مسلمين يرتادون المنطقة، ويتجولون بمختلف معالمها الدينية، بغرض التعرف على المعالم الأثرية بوطنهم وهم في سعادة ويتبادلون أخذ الصورة تذكارية، رغبنا ان نتوجه إلى معبد «بن عزرا» اليهودي الذي سمي بذلك نسبة إلى «عزرا الكاتب» أحد أجلاء أحبار اليهود ولكن … «كورونا» منعتنا لأننا علمنا أن المعبد مغلق منذ 8 شهور بسبب انتشار ذلك الفيروس، وخلال سيري بجانب المعبد تذكرت التصريحات الإعلامية لماجدة هارون رئيس الطائفة اليهودية في مصر، التي قالت فيها: « كنت متزوجة من رجل مسلم عندما أنجبت ابنتاي المسلمتين، بعد ذلك كان زواجي الثاني من رجل كاثوليكي، لتضيف: إنهم يحتفلون بجميع المناسبات الدينية. نحتفل بالمناسبات اليهودية مع والدتي. نحن نحضر الصلاة في الكنيسة في 24 ديسمبر، عشية عيد الميلاد، ونحتفل برمضان أيضاً»، لنرى بيت واحد يجمع الثلاث أديان معاً، وعلى بُعد أقل من 50 متر تجد جامع «عمرو بن العاص» الذي يعتبر واحد من أعرق مساجد القاهرة، فهو أول جامع يتم بناؤه في القاهرة، كما يعتبر اللبنة الإسلامية الأولى في مصر ولكن … للأسف ايضاً رغم ان المسجد مفتوح لأداء الصلوات الخمس إلا ان التجول بداخله لرؤية معالمة الأثرية الشهيرة ممنوع بسبب «كورونا» – بحسب ما أخبرنا به الحارس عند البوابة-.
المبهر هنا أن «مجمع الاديان» منطقة أثرية قديمة استطاعت منذ ألاف السنين أن تجمع بين الأديان الثلاثة في محبة وسلام وتسامح، فهي ليست صرح حديث أو حيز تم تشييده ليضم مقدسات دينية بغرض السياحة .. بل أعتقد إنها يمكن أن تعتبر رمز أو رسالة ربما أراد الله ان يقول لنا بها انه قد خلق الأديان الثلاثة لنشر التسامح والمحبة بدون أي تفرقة، وعلينا ان نعيش معاً مثل تلك المقدسات التي تمثل أديان الله السماوية، ولا يفصلها عن بعضها البعض سوى أمتار قليلة، فهذه المنطقة الآثرية – التي للأسف لم تأخذ حقها في التغطية الإعلامية المحلية أو الدولية- تستطيع أن تكون رمزاً للسلام في العالم أجمع.
وتذكروا دائماً أن الله قد جمعنا في عالم واحد محاطين بتعاليم وإرشادات الأديان الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية، التي أجمعت جميعها على السلام وحب الآخرين ونبذ العنف والقتال.

Author: sindbadmagazin