عموما

محمد الناطور فنان سوري يدخل كتاب غينس بأكبر لوحة موزاييك

محمد الناطور فنان سوري يدخل كتاب غينس بأكبر لوحة موزاييك

 

من بين كل التجارب الناجحة التي ألقت مجلة سندباد الضوء عليها تعتبر تجربة محمد الناطور الأكثر لفتاً للنظر لأن في هذه التجربة والنجاح الذي حصده محمد فخراً له ولبلده ولجيل الشباب العربي ككل.
محمد الناطور من سكان مدينة دمشق خريج كلية الآداب قسم اللغة الأنكليزية. بالأضافة الى دراسته لفن النحت وتخرجه من دورات اختصاصية لدراسة المتاحف والآثار، وأصبح موظفاً في مديرية الآثار والمتاحف والمتحف الوطني في مدينة دمشق، كانت دراسته لتاريخ الأدب الانكليز وما مرّت هذه الدراسة في العصور الوسطى ولأهتمامه بالآثار والمتاحف وفن النحت صلة وثيقة في نفس محمد وعُكس ذلك على أعماله من نحت وفن.
غادر محمد سوريا مثل الكثير من السوريين هرباً من الحرب و وصل الى ألمانيا عام 2016 بعد ان تم تدمير الكثير من أعماله التي تركها في دمشق.
أردتُ أن يكون الحوار مع محمد تلقائياً اذا تركته يتحدث عن تجربته كما يشاء وسجلت له مايلي..
الفكرة كانت قائمة بأني أعمل أكبر مجسم لمدينة دمشق القديمة في سوريا عام 2010 بمساحة ألف متر وفعلاً بدأت العمل و عند وصولي للمئة متر أشتعلت الحرب في سوريا اضطررت ان أوقف العمل، وبعد وصولي لألمانيا بدأت بأعمال النحت الفني وبدأ العمل يتطور ورحتُ أعرض اعمالي في صالات العرض، وعندما أصبح أسمي معروف بشكل جيد أصبحت أعرض أعمالي في المتاحف، وكان هناك اهتمام اعلامي الماني كبير بأعمالي ولكن لم أجد هذا الاهتمام الاعلامي العربي للأسف.
أصبح يعمل معي بين الثلاث مئة الى الأربع مئة متطوعة ومتطوع من الألمان من أجل تنفيذ مشاريعي.
في المدينة التي أقيم بها ديسبورغ لا يوجد موزاييك لذالك طورت عمل الموزاييك وعملت أكبر لوحة موزييك واقعية بولاية النورد راين بمتحف Binnenschiffahrtmusem وهذا المتحف خاص بنهر الرورأورد، وهذا الوحة سُجلت بأسمي وكُتب باللغة العربية ومع الوقت أنتشرت أعمالي بجميع متاحف المدينة تقريباً، قمت بمعرض آخر في متح Kultur- und Stadthistorische Museum in Duisburg
وقد لاقى رواجاً كبيراً ونجاحاً أيضاً، الآن أنا في صدد عمل أكبر لوحة موزييك في العالم بمساحة ألف متر ويعمل معي أكثر من ألف متطوعة و متطوع وسوف تدخل في كتاب غينس للأرقام القياسية، وفكرة اللوحة عمل أهم الملامح الحضارية لكل بلد في العالم وهي كملخص لقصة الفن، لم أقوم باختيار شيء يمثل سوريا بعد ولكني أميل لاختار شيء تم هدمه في الحرب كتعويض عن خسارته مثل مدرج تدمر،وأيضاً عملت الكثير من أعمال أوغاريت، بعد فترة الحظر بسبب الكورونا أحببت أن أقوم بشيء فني عربي لذلك قمت بعمل مجسم مدينة دمشق القديمة وهذا كان صعب الفهم من قبل الألماني الذين يصعب عليهم استيعاب أن بيت بهذا الجمال والبساطة هو أغلى بيت في العالم، لذلك أردت توصيل الفكرة وهذا العمل العمراني الرائع لمدينة دمشق القديمة ببيوتها وهندستها الفريدة، تفاجأت بالكم الهائل من العرب وخاصةً السوريين الذين شاهدو صور المجسم عندما تم تنزيلها عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، تم طلب اللوحة لعرضها في أكثر من معرض، تبلغ طول اللوحة عشرة أمتار وأستعملت فيها أكثر من عشرة آلاف قطعة خشبية بألوانها الطبيعية فأنا أقوم بتلوين اللوحات بألوان الخشب المتباينة كما هي بدون إدخال ألوان، وأخذ العمل به مدة شتة أشهر لاحظت قدوم الكثير من الأسر العربية و السورية خاصةً لمشاهدة المجسم ليتعرف الأطفال الذين لم يعرفو هذه المدينة العريقة عبر هذا المجسم.
إن هدفي من هذه الأعمال الفنية التي أقوم بها هو التعريف بحضارتنا وايصال الفكرة عن طريق الفن، وهذه الفكرة جديدة جداً وتفي بالغرض أيضاً، التعرف على جمال العمران والفن والحضارة السورية والعربية عن طريق هذه القطع الفنية، كالكتاب المفتوح من زاوية آخرى، أو كالموسيقا البصرية.
الآن أعمل مسؤل علاقات في أحد الشركات الضخمة للأستثمار والبناء في مدينة ديسبورغ ولدي أيضاً مركز فني أقوم فيه بتنفيذ أعمال فنية غاية في الأهمية، مثل لوحة الموزييك التي تحدثنا عنها، بالاضافة الى عدة منحوتات خشبية لكل قطعة تحمل قصة ما، وهناك أعمال تجريدية وأعمال واقعية، انا في العادة أنحت على الخشب والحجر والمعدن ولكن مادة الخشب هنا في ألمانيا متوفرة ويسهل الحصول عليها أكثر من غير مواد لذلك حالياً انحت على الخشب.
الآن سأباشر بالأخراج السينمائي سأقوم بالدراسة أولاً، أريد أن أصنع بصمتي هنا في أوربا و أنتهز الفرصة، لدي حلم بتوحيد الاعمال الفنية التي قمت وسأقوم بها مع العمل السينمائي مثل عمل فيلم قصير لكل قطعة تحمل في طياتها قصة أو هدف أو فكرة، ان تجربة محمد الناطور تعتبر تجربة رائدة من الناحية الفنية والانسانية، كما انها قصة مُلهمة للشباب العربي الذي لابد له من تلمس طريقه واصراره على النجاح وتوصيل رسائله الخاصة به الى كل العالم، وعكس صورة بلده وحضارته في أجمل صورة.

Author: sindbadmagazin