عموما

ملامح مضيئة للثقافة العربية في ألمانيا

ملامح مضيئة للثقافة العربية في ألمانيا

شهدت الأعوام الخمس الأخيرة هجرة عربية كييرة بأتجاه أوروبا بسبب الأوضاع الغير أمنة أو الغير المستقرة في بعض البلدان العربية. واتجه بعض المثقفوف والمهتمون نحوى ترسيخ الهوية العربية والحفاظ عليها من خلال نشاطات ثقافية متعددة الجوانب لتعريف الغرب بهذه الثقافة الغنية ولترسيخ أصالتها في بلاد المهجر حتى لا تذوب وتتلاشى، وبعضهم ربط وجودهم بوجودها كهوية وكجذور ضاربة في أرض الوطن ولها فروع في بلاد أوروبا وغيرها من دول اللجوء.

-لمحة من الماضي للحاضر لابد منها:

الهجرة العربية الى ألمانيا بدأت في سبعينيات القرن العشرين بأسباب متعددة مثل الدراسة أو لطلب مناخ أكثر حرية وانفتاح أو للهروب من ويلات الحروب والمتازعات سواء كانت أهلية أم سياسية، والمثقفون أو المهتمون بالثقافة في تلك الفترة كان لهم دور كبير في التواصل بين الثقافتين العربية والألمانية، وهناك العديد من أسماء الكتاب العرب الذين ساهموا بنشر الثقافة العربية كالكاتب السوري عادل قراشولي الذي أتى الى ألمانيا عام 1961 ودرس في جامعة لاينزيغ، ومن أهم أعماله قصائده الشعرية الذي حرص على كتابتها باللغتين العربية والألمانية، كما ترجم الكثير من شعر أدونيس و محمود درويش. وهناك أيضاً الكاتب العراقي قاضل العزاوي والذي وصل ألمانيا عام 1977 من أجل الدراسة ومازال يقيم للآن في مدينة برلين، قام العزاوي وزوجته بترجمة أعمال أدبية ألمانية الى اللغة العربية مثل رواية الرجل الذي لاخصال له للكاتب روبرت موزيل.
الأديب المصري ناجي نجيب الذي كان من أوائل المترجمين للأدب العربي الحديث للغة الألمانية، وهو أيضاً مؤسس دار أورينت للنشر وموقعها برلين والتي مازالت للآن تقوم بطبع ونشر مؤلفات العرب من الكتاب والشعراء والمفكرين.
ونصل للوقت الحاضر مع الشاعر اللبناني فؤاد رفقة خريج كلية الفلسفة والحاصل على شهادة الدكتوره بعد أن قدم أطروحته عن فلسفة الفيلسوف مارتين هايديغر، وقام رفقة بترجمة الكثير من الشعر الألماني الى اللغة العربية، وهناك العديد والعديد من أسماء الكتاب والمثقفون الذين كانوا وساطة قوية بين الثقافة العربية والألمانية.

-النشاطات الثقافية العربية:

نشطت في السنوات الأخيرة الصالونات الأدبية والثقافية العربية في عدة مدن ألمانية وذلك للألتقاء بالعرب الموجودين في هذه المدن ولممارسة هذه النشاطات المتنوعة ودعوة الألمان ليتعرفوا على الثقافة العربية المتنوعة والغنية بكل مجالاتها، ونتج عن هذه الصالونات والمنتديات الثقافية العديد من المؤلفات العربية التي تُرجمت للألمانية والأمثلة كثيرة.
ومن المنديات الثقافية الملفتة التي ظهرت منذ عدة سنوات منتدى الطعان الثقافي الذي تأسس سنة 2017 في مدينة كولون الالمانية
يدير المنتدى مجموعة من المبدعات والمبدعين في مختلف المجالات الثقافية والعلمية.
وتقوم فكرة المنتدى على اساس بدل ان تلعن الظلام اشعل شمعة ومعا يمكن انجاز الكثير.
بدأت فكرة المنتدى على شكل صالون ادبي يستضيف مجموعة من الكتاب والفنانين ثم توسعت الفكرة الى منتدى تقام فيه الاماسي الثقافية، وتوقيع اصدارات مجاميع موسيقية من العراق والمغرب ومصر وسوريا وايران ويجمع كذلك مختلف التوجهات والقوميات والانتماءات، الهدف من المنتدى اللقاء هو تقديم ما هو جميل و مفيد بالاضافة الى اللقاءات الاجتماعية وتقديم الاستشارات والدعم للمهاجرين واللاجئين ودعم الكفاءات لتحظى بالفرصة المناسبة.
وهناك مثال آخر من هذه النشاطات الثقافية وهي جماعة (حالة ) وهي مجموعةٌ من الأدباء السوريين في ألمانيا تم الإعلان في الأول من أيلول\سبتمبر 2017، عن إعادة تفعيل “جماعة حالة الثقافية الاجتماعية” والتي تأسست في سوريا 2010، وتعطلت أنشطتُها بعد انطلاق الثورة، وأصر القائمين عليها متابعة نشاطاتها في ألمانيا. وتطمح المجموعة إلى خلق حالة ثقافية بعيدة عن المحاصصات التي تفرضها الأسماء، وإلى تنشيط علاقة حقيقة قائمة على الندية بين ثقافتين، وتجاوز الذهنية القائمة على فكرة لاجئ وأرض وثقافة جديدة، وتعمل على تسليط الضوء على الحالة المجتمعية في المهجر، وتقديم المشهد الثقافي السوري بكل اشتغالاته، وجوانبه، وارتداداته على التواجد السوري في أوروبا، مع التأكيد على أهمية الانفتاحَ على الجميع لاسيما الأصوات المهمّشة، وكسر الحواجز فيما بينها وبين المنابر التي صارت حكرًا على أسماء محددة.
ان وجه الثقافة العربية يلمع في سماء ألمانيا لأنه يجد الحرية الكافية لأطلاق العنان له والبيئة المناسبة للأبداع الفكري والأدبي، والحفاظ على هذه الثقافة جزأ من اندماج القادمين الى المجتمع الألماني فهو يساهم في تعزيز الروابط بين المجتمعين حتى في نقاط الأختلاف التي هي ذاتها تخلق حالة من الفصول لمعرفة الطرف الآخر وفهم ماهية تفكريه وثقافته وبالتالي الألتقاء معه.

Author: sindbadmagazin