عموما

منظمة السياحة العالمية تحذر من أزمة اقتصادية عالمية بسبب تفشي كورونا

Covid-19 is spreading across the world, concepts of travel, Coronavirus - 2019-nCoV COVID-19, WUHAN virus concept.

منظمة السياحة العالمية تحذر من أزمة اقتصادية عالمية بسبب تفشي “كورونا”

تداعيات “كورونا”: خسائر تزيد عن 50 مليار دولار .. إقليم آسيا والمحيط الهادئ الأكثر تضررا .. 80% من شركات السياحة معرضة للانهيار

السياحة العالمية تدعوحكومات العالم لإتخاذ إجراءات عاجلة للإنقاذ والإنعاش

إعداد – عمرو سليم:

ضربة موجعة بل تكاد ان تكون قاضية تسبب بها هجوم فيروس “كورونا” الفتاك على البشرية، والذى نتج عنه حتى الآن ما يقارب من 3 مليون إصابة، وأكثر من 700 ألف ضحية، والرقم في تزايد مستمر كل دقيقة، مما كان له بالغ الأثر في التأثير الكارثي على قطاعات السياحة والطيران والتجارة، وما يتصل بهم من مجالات مثل المطاعم، والفنادق، والمراكز الترفيهية، والعديد من الصناعات الآخري المرتبطة بهم، خسائر بالمليارات إغلاق للحدود البرية والبحرية والجوية مع توقف شبه كامل لحركة النقل والشحن سواء للأفراد أو البضائع، مع انهيار لقطاع السياحة التى أصبحت أول ضحايا فيروس “كورونا” وأكثرها تأثرًا.

وتظهر منظمة السياحة العالمية أكثر من مرة خلال الفترة الحالية لتؤكد إن مواجهة القطاع لهذا المرض يجب أن تكون متزنة ومتناسقة ومتناسبة مع التهديد الماثل أمام الصحة العمومية، وبالإستناد إلى تقييم محلي للمخاطر، الأمر الذي يشمل كل حلقة من سلسلة القيم السياحية، أي الهيئات الحكومية والشركات الخاصة والسياح، بما يتماشى مع التوجيهات والتوصيات العامة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، وهو ما دعى المنظمة إلي اتوجيه التضامن مع البلدان المتضررة، لتؤكد انه يعتمد النمو المستمر للسياحة وما لها من إمكانات تحويلية فريدة على الاستقرار والتضامن الدولي. لذلك، يجب على القطاع دائمًا أن يعطي الأولوية للناس ولرفاهيتهم.

إلغاء معرض برلين

وفي خبر تسبب بصدمة للعديد من شركات السياحة والعاملين بها، تم إلغاء معرض برلين هذا العام لأسباب تتعلق بالصحة العمومية، لتقرر المنظمة إعطاء الأولوية لحياة الناس وحمايتهم بغض النظر عن التأثيرات الاقتصادية للقرار.

وتؤكد المنظمة انها ستواصل العمل بشكل وثيق مع شركائها من أجل ضمان مواجهة قطاع السياحة لهذا الوضع المتطور بطريقة متزنة ومسؤولة، فالسياحة هي واحدة من القطاعات الاقتصادية الرائدة في العالم، كما أنها تعتبر بمثابة المحرك الرئيسي للتنمية المستدامة، وهي تقدم الدعم لسبل عيش الملايين من البشر في العالم أجمع، كما أعلنت إنها على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم لأعضائها إذ يخططون للمستقبل ويعملون لتسخير قوة السياحة لدفع الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي، كما دعت منظمة السياحة العالمية الحكومات والمنظمات الدولية والوكالات المانحة إلى إدراج السياحة كأولوية في خطط وإجراءات الإنعاش.

خسائر عديدة

وفي تقييمها للخسائر العديدة التي ضربت قطاع السياحة العالمية، وإصابت كل دول العالم بلا استثناء، أشارت المنظمة في تقييمها للوضع الحالي بعد تفشي فيروس “كورونا” إلي انخفاض عدد الوافدين الدوليين والإيرادات في عام 2020، حيث عدلت توقعاتها للعام الحالي بشأن السياحة الدولية الوافدة، حيث أصبحت سلبية تمثل تراجعا يترواح بين 1٪ و3٪، مما يترجم إلى خسارة تقدر بما يتروح بين 30 و50 مليار دولار أمريكي في عائدات السياحة الدولية، أما قبل تفشي فيروس كوفيد-19، فكانت المنظمة تتوقع نموا بنسبة تترواح بين 3٪ و4٪ للعام الجاري.

يتوقع هذا التقييم الأولي أن يكون إقليم آسيا والمحيط الهادئ الأكثر تضرراً، بانخفاض مرتقب لعدد الوافدين يتراوح بين 9٪ و12٪. عوضا عن نمو تتراوح نسبته بين 5 ٪ و6 ٪ كما كان متوقعا في أوائل كانون الثاني/يناير، أما التوقعات بشأن أقاليم العالم الأخرى فهي لم تحدد بعد، نظرا لأن الوضع يتطور بسرعة.

يعد قطاع السياحة حاليًا هو أحد أكثر القطاعات تضرراً من تفشي مرض فيروس كورونا (كوفيد – 19)، وقد ظهرت آثار ذلك على كل من العرض والطلب على السفر، لاسيما في الصين، وهي السوق المصدرة الرائدة في العالم من حيث الإنفاق، وفي غيرها من المقاصد الآسيوية والأوروبية الرئيسية، مثل إيطاليا، حيث أدت القيود المفروضة على السفر، إضافة إلى إلغاء الرحلات أو الحد من تواترها، إلى تقلص كبير في عرض خدمات السفر (المحلية والدولية)، في حين استمر التراجع في الطلب، كما انه قد أصبح فيروس كوفيد – 19 يمثل خطرا انحداريا جديدا في سياق اقتصاد عالمي مصاب بالضعف أصلا. علاوة على ذلك، يأتي تفشي كوفيد – 19 ليضاف إلى وضع يشوبه بعض الإضطراب بسبب توترات جيوسياسية واجتماعية وتجارية مستمرة، وآثار خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، والخلل في توازن أداء أسواق السفر المصدرة الرئيسية.

نظرا إلى أن الوضع يتطور باستمرار، فمن السابق لأوانه تقدير التأثير الكامل لفيروس كوفيد – 19على السياحة الدولية، إلا انه سيكون تأثير تفشي فيروس كوفيد – 19 ملموسا بلا شك على طول سلسلة القيم السياحية، ويتوقع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تتاثر بصورة خاصة، ما يستدعي تدابير دعم وانعاش لقطاع السياحة في البلدان الأكثر تضررا، حيث إنه قد فرضت 96٪ من جميع الوجهات حول العالم قيودًا على السفر استجابة للوباء، وأغلقت حوالي 90 وجهة حدودها كليًا أو جزئيًا أمام السياح ، في حين أغلقت 44 وجهة أخرى أمام بعض السياح اعتمادًا على بلد المنشأ.

من جهته حذر الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية” “زوراب بولوليكاشفيلي”، العالم من تبعات الأزمة الحالية، قائلًا: “لقد أثرت COVID-19 على السفر والسياحة كما لم يحدث في التاريخ من قبل. وضعت الحكومات الصحة العامة أولاً وفرضت قيوداً كاملة أو جزئية على السفر. مع تعليق السياحة ، فإن الفوائد التي يجلبها هذا القطاع معرضة للتهديد: قد تفقد ملايين الوظائف ، ويمكن التراجع عن التقدم المحرز في مجالات المساواة والنمو الاقتصادي المستدام. لذا تدعو منظمة السياحة العالمية الحكومات إلى مراجعة قيود السفر باستمرار وتخفيفها أو رفعها بمجرد أن يكون ذلك آمنا. “

دعم عاجل

بالفعل تم توجيه نداءات لتقديم الدعم المالي والسياسي لتدابير الانعاش بواسطة السياحة، وإلى إدراج دعم هذا القطاع في خطط وإجراءات الانعاش على نطاق أوسع في الاقتصادات المتضررة، كما أكدت ان تأثير تفشي كوفيد-19 سوف يكون ملموسا على طول سلسلة القيم السياحية، وإضافة إلى ذلك، يشدد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زُراب بولوليكاشفيلي، على أن “الشركات الصغيرة والمتوسطة تشكل حوالي 80٪ من قطاع السياحة، وهي معرضة للأذى بشكل خاص مع سبل عيش ملايين الناس في العالم أجمع، بما في ذلك داخل المجتمعات الضعيفة التي تعتمد على السياحة”، كما ان الالتزامات السياسية والمالية أساسية لضمان قدرة السياحة على المساهمة في انتعاش اقتصادي واجتماعي على نطاق واسع، وهو أمر سبق أن تبين في اضطرابات برهن القطاع بعدها على طبيعته المرنة للغاية وعلى وقدرته على النهوض بقوة من كبوته.

السياحة بلغت سن الرشد في العقود الأخيرة، وهي الآن راسخة بقوة كمساهم قوي في التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والعمالة والتفاهم الدولي. وإن منظمة السياحة العالمية، بصفتها وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن السياحة والتنمية المستدامة، هي على أهبة الاستعداد لتقديم التوجيه والدعم لدى اتخاذ تدابير الانعاش، لأعضائها ولقطاع السياحة الخاص والعام، بما في ذلك منظمو الفعاليات والمعارض السياحية.

يشار إلي إنه خلال الاجتماع الثالث للجنة، حثت منظمة السياحة العالمية الأعضاء على زيادة الضغط على قادة العالم لإعادة التفكير في السياسات الضريبية وسياسات التوظيف المتعلقة بالسياحة وللمساعدة في التأكد من بقاء الشركات للمساعدة في دفع جهود الإنعاش على نطاق أوسع، تجنبا لحدوث أضرار بالغة على القطاع السياحي والعاملين فيه والقطاعات المرتبطة به، وهو ما يمكن ان يصيب الاقتصاد العالمي بشلل خطير خلال الفترة المقبلة.

Author: sindbadmagazin