عموما

ألمانيا تلجأ إلي مجلس الأمن لمواجهة التغير المناخي

ألمانيا تلجأ إلي مجلس الأمن لمواجهة التغير المناخي
وزير الخارجية الألماني: تغير المناخ يهدد الأمن العالمي
الأمم المتحدة تحذر: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أعتاب كارثة كبري خلال السنوات المقبلة

كتب – عمرو سليم:

تغير غير مسبوق فى الطقس، فضلا عن ارتفاع منسوب مياه البحار بنسب قد تصل الى نصف متر، وغرق مساحات واسعة من المدن الساحلية فى مختلف دول العالم، يعقبه شح فى إمدادات المياه ثم أزمة غذائية عالمية حادة تسبب ملايين الحالات من نازحين ومهاجرين حول العالم .. ذلك بأختصار المشهد الذى من المتوقع ان يكون عليه العالم خلال السنوات القادمة بسبب ظاهرة “تغير المناخ” والتى أصبحت واقع على الأرض بدأت بالفعل آثاره الحادة بالظهور بشكل واضح في بعض الدول.
فقد تنبه العالم مؤخرا إلي ان تغير المناخ -الذي هو في الأساس من صنع الإنسان- ليس ظاهرة بيئية فحسب بل هو أحد التهديدات الأمنية الرئيسية في القرن الحادي والعشرين تهدد استقرار الدول والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتأتي الجهود الألمانية كأبرز الجهود الدولية التى تحاول بكل قوة إلقاء الضوء على خطورة تلك الظاهرة المدمرة، وما يمكن ان تسببه من دمار يضرب العالم من أقصي الشرق للغرب.
فقامت ألمانيا مؤخرا باستغلال عضويتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال 2019/2020 للتوعية بالآثار الأمنية لتغير المناخ في الأمم المتحدة، حيث سيناقش أعضاء مجلس الأمن آثار ظواهر الطقس المتطرفة المتعلقة بالمناخ على السلام والاستقرار، حيث تعد ألمانيا ذلك كاستكمال متأخر للسياسة الأمنية فيما يتعلق بسياسة المناخ ككل.
وأوضحت السلطات الألمانية إنه عندما يهدد تغير المناخ سبل عيش الناس يتوجب أن يبدأ المجتمع الدولي العمل قبل اندلاع الصراعات أو تصاعدها، ويجب هنا أيضا أن يكون مجلس الأمن قادرا على التصرف، لذلك يجب أن يكون مجلس الأمن قادرا على العمل بشكل ملموس في الحالات التي تزيد فيها آثار تغير المناخ من حدة الصراعات، ولهذا السبب يحتاج إلى قاعدة معلومات موثوقة وشاملة. ويجب تجميع كل المعلومات ذات الصلة في منظومة الأمم المتحدة ومعالجتها وتقييمها بشكل تحليلي. يجب في هذا الصدد أن تلعب أنظمة الإنذار المبكر دوراً مركزياً في المستقبل.
وتؤكد الحكومة الألمانية ان مجلس الأمن لا ينبغي عليه بأي حال من الأحوال أن يستبدل الأدوات الراسخة لسياسة المناخ، لأن أفضل طريقة للحد من مخاطر المناخ تظل تتمثل في وجود سياسة مناخية طموحة، كما أنه أيضا في مصلحة الأمن والاستقرار العالميين أن تلتزم جميع الدول بتكثيف جهودها لحماية المناخ. وطالما أن الأهداف المناخية للمجتمع الدولي لا تكفي للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمي عند مستوى مقبول سيكون من الضروري التعامل مع عواقب تغير المناخ على السياسة الخارجية والأمنية، فتريد ألمانيا التصدي لمخاطر المناخ من خلال سياسة مناخ خارجية تهدف إلى تحقيق الوقاية والاستقرار.
من جانبه أكد وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس” على المثابرة الألمانية والتصميم خاصة فيما يتعلق بأثار تغير المناخ على الامن ومكافحة العنف الجنسي.
ويؤكد إنه فيما يتعلق بتغير المناخ: يؤدى الإحترار العالمي إلى ندرة الموارد الحيوية في جميع أنحاء العالم بصورة متزايدة. إن المنافسة ستتفاقم على المراعي أو الأراضي أو المياه التي هي بالفعل اليوم سبب للعديد من الصراعات. سوف تمثل معارك التوزيع خطرا أمنيا أكبر من أي وقت مضى. لهذا السبب تريد ألمانيا أن تجعل مجلس الأمن يتعامل بشكل أكبر مع تغير المناخ كخطر يهدد الأمن في المستقبل. سيعمل ماس أمام اللجنة على تعزيز التحليل المستمر لمخاطر المناخ وإنشاء نظام للتحذير المبكر.
وفى ذات السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو، غوتيريش، في أعقاب نشر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيانات تظهر أن الأعوام الأربعة الماضية كانت الأعلى في درجات الحرارة في التاريخ المسجل، إلى تحرك مناخي عاجل وإلى زيادة الطموح، قبيل انعقاد القمة المناخية التي دعا إليها في سبتمبر المقبل.
وجاء تصريحات غوتيريش، بعد أن أعلنت المنظمة في تحليل لها تحليل أن متوسط الحرارة العالمية عام 2018 قد تجاوز ما سجل في فترة ما قبل العصر الصناعي (1850 إلى 1900) بنحو درجة مئوية، ليصبح العام الماضي رابع أعلى الأعوام حرارة منذ بدء تسجيل تلك البيانات. ووفقا للمنظمة، يؤكد هذا استمرار الاتجاه طويل الأمد لتغير المناخ المرتبط بالمستويات القياسية لتركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، فيما قال خبير بالمنظمة إن مناخ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يزداد تطرفا.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن القلق بشأن المعلومات التي أصدرتها المنظمة. وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة أن تلك البيانات تشدد على الحاجة الملحة للعمل المناخي، كما أكد ذلك التقرير الخاص الأخير الصادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، حول آثار ارتفاع الحرارة بدرجة ونصف مئوية عن مستويات ما قبل عصر الصناعة.
الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس قال إن الاتجاه الاحتراري طويل الأمد، آخذ في التصاعد وإن أحر 20 عاما مسجلة، جاءت خلال الأعوام الاثنين والعشرين الماضية.
وأضاف أن درجات الحرارة ليست إلا جزءا من المشهد العام، مشيرا إلى تضرر الكثير من البلدان وملايين البشر من الظواهر المتطرفة للطقس فضلا عن الآثار المدمرة على الاقتصاد والنظم الإيكولوجية خلال العام الماضي.
ووفقا للمنظمة، اجتاحت جبهة هوائية باردة، خلال الأسبوع الثالث من يناير/كانون الثاني، شبه الجزيرة العربية، لتثير عاصفة ترابية واسعة النطاق، امتدت من مصر إلى المملكة العربية السعودية وقطر وإيران والإمارات العربية المتحدة، كما أدت لهطول أمطار غزيرة وسقوط سيول في باكستان وشمال غرب الهند، وهو ما ينذر بسيناريو كارثي يهدد العالم خلال السنوات القليلة القادمة.

معلومات تهمك:
1- تسبب تغير المناخ بارتفاع درجات الحرارة العالمية بالفعل بمقدار 1.2 درجة مئوية فوق مستويات حقبة ما قبل الثورة الصناعية .
2- بدون اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من آثار التغير المناخي سيؤدي ذلك إلي الدفع بـ 100 مليون شخص إلى الدخول في شأفة الفقر بحلول عام 2030.
3- تأثير الكوارث الطبيعية الناتجة عن تلك الظاهرة يعادل خسارة العالم ما يقارب 520 مليار دولار سنويا، ويؤدي إلى إفقار نحو 26 مليون شخص كل عام.
4- الملوثات المرتبطة بإنبعاثات الكربون –المسبب الرئيسي لتغير المناخ- تسبب في موت أكثر من 7 ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام.
5- من المتوقع ان يسبب تغير المناخ حدوث انخفاض بنسبة 6% في محاصيل القمح العالمية، وانخفاض بنسبة 10% في غلة الأرز من جراء كل ارتفاع إضافي قدره درجة مئوية واحدة في درجات الحرارة العالمية، ومن المتوقع أن يعاني 7.5 مليون طفل إضافي من التقزم بحلول عام 2030، ليزداد عددهم إلى 10 ملايين طفل بحلول عام 2050.
6- بحسب تقديرات البنك الدولي فإنه من المحتمل ان يتسبب تغير المناخ فى إجبار أكثر من 143 مليون شخص في ثلاث مناطق، وهي إفريقيا جنوب الصحراء وأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا على النزوح داخل بلدانهم للهروب من نقص المياه وفساد المحاصيل الزراعية.
7- تتصدر 12 دولة عبر العالم قائمة المتأثرين من تبعات ظاهرة التغير المناخي أبرزهم (ألمانيا – مصر – الهند – السعودية – الولايات المتحدة الأمريكية – الإمارات).

Author: sindbadmagazin