عموما

معهد جوته يضىء سماء مصر بمصابيح العلم والمعرفة

معهد جوته يضىء سماء مصر بمصابيح العلم والمعرفة

“دينامو” الدبلوماسية الألمانية بمصر يطرق عقول وقلوب المصريين

 

كتب – عمرو سليم:

يلعب معهد “جوته” دور حيوي فى نشر الثقافة والمعرفة واللغة الألمانية بمصر، بالإضافة إلى انه يمثل بوابة للانفتاح الأوروبي والحضاري أمام المجتمع المصري بمختلف تطلعاته، فعندما تدخل مقر المعهد بالدقي تجد مختلف الأعمار والفئات فستجد الأطفال صغار السن والشباب و البالغين حتي كبار السن يحضرون لأنشطته وفعالياته المختلفة بجانب تعلم اللغة الألمانية التى أصبحت تنشر بقوة داخل المجتمع المصري حتي ان البعض بدء يعتبر الاقبال عليها ينافس تعلم الانجليزية، وهو ما نادراً ما يحدث بمصر والعالم العربي.

فمؤخرا أطلق “جوته” سلسلة ندوات علمية تحت شعار”العلم والإعلام والمجتمع”، ضمن مشروع “العلم حكاية” – هو ثمرة تعاون بين معهد جوته والهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) – ويهدف لدعم الصحافة العلمية في مصر ونشرها على نطاق جماهيري واسع بالمجتمع المصري، إلى جانب توصيل المعارف والأخبار العلمية الصحيحة ليناهض بذلك انتشار المعلومات العلمية المغلوطة، ويعمل هذا المشروع على تدعيم العلاقة بين العلوم والصحافة، وعلى توصيل إنجازات العلماء من الجنسين في مختلف المجالات لنطاق واسع من القراء.

و نظم معهد جوته في إطار ذلك المشروع ثلاث لقاءات علمية عن موضوعات “الطاقة الشمسية – ندرة المياه – تطبيقات الهندسة الوراثية” وضمت تلك المناقشات نخبة من الخبراء و المتخصصين وسط حضور جماهيري مميز.

ولم يقتصر نشاط “جوته” على ذلك فقط بل أهتم بنشر التوعية بتحقيق أهدف التنمية المستدامة بمصر من خلال نشاط عن مصادر التعلم المفتوحة كطريقة جديدة لإنتاج المعرفة على أساس المشاركة، وعلاقة ذلك بأهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠، كما أهتم المعهد بعقد صالون ثقافي دوري يناقش نخبة متنوعة من الكتب المتميزة ويعرضها أمام الجمهور لتوسيع نطاق المعرفة أمام الشباب المصري، وعروض “شباك الفن” التى تعتبر نافذة الشباب المصري المبدع و الفنانين الشباب لعرض أعمالهم أمام الجمهور، وحرصت إدارة “جوته” ان توفر لمحبي مشاهدة الأفلام الألمانية مساحة خاصة لهم ليتمكنوا مم مشاهدة الأفلام الشهيرة بمقر المعهد بصفة مستمرة، ولا ننسي مكتبة “جوته” الرائعة التى تفتح كنوزها الثقافية أمام الجميع بمختلف اهتماماتهم، لتتربع داخل قلوب محبي اللغة الالمانية بمصر.

ولم يقتصر الدور الألماني بمصر فقط على النشاط الثقافي بمصر بل تعداه الى النشاط الذى يقوم به السفير الألماني بمصر “يوليوس جورج لوي” و الذى يلقبه البعض بـ “الدينامو” نظرا لنشاطه الدؤوب فى تطوير العلاقات الألمانية المصرية بشكل مستمر، حيث قامت الحكومة الألمانية بتمويل انشاء “قناطر أسيوط الجديدة على نهر النيل” بتكلفة بلغت ٣١١ مليون يورو، لتساهم ألمانيا فى تشييد أضخم مشروع تنموي ألماني ينفذ في مصر، كما قامت السفارة الألمانية بالقاهرة بتسليم حافلة مكتبة معهد جوته المتنقلة بالقاهرة إلى أحدي المؤسسات الخيرية المصرية لتفتح الباب أمام أكثر من ٧٥٠٠٠ طفل مصري لتوسيع دائرة معارفهم وتنمية مهاراتهم الثقافية، كما مولت ألمانيا إنشاء وحدات لمعالجة وتنقية المياه وتدرب فى الوقت ذاته العمال المسؤلين على التشغيل المستدام للوحدات والحفاظ عليها، وتؤهل الفلاحين على طرق زراعة جديدة لزيادة المحاصيل، وساهمت الحكومة الألمانية في إنشاء محطات لتوليد حوالي ٦٦٠ ميجاوات كهرباء وحوالي ٣٠٠٠جيجاوات كهرباء في السنة ، كما ساعدت ألمانيا في تأمين الإمداد بالكهرباء لمدة ٣٠ سنة أخرى من خلال صيانة وتجديد المحطات القائمة لتوليد ١١٠٠٠ جيجاوات في السنة، وتأهيل حوالي ٤٠٠ من الكوادر الفاعلة في القطاع العام والخاص في مجال تطبيقات الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة، وكان للشباب نصيب كبير من تلك المساعدات حيث تدعم ألمانيا اليوم أربع شبكات عمل خاصة بالشباب، ليتمكنوا من خلالها بالمشاركة في صنع القرارات المتعلقة بما يحدث في الأحياء التي يعيشون فيها، فضلاً عن السعي للحوار مع الشباب في المناطق الأكثر فقراً في القاهرة، وبالفعل تم تحسين الظروف المعيشية لعدد ٢٢٠٠ مواطن من خالل برامج التوظيف وزيادة الدخل.

وما سبق لم يكن الا نقطة فى بحر العلاقات الألمانية المصرية التى تمتد جذورها لعقود ماضية، لتكون مثال يحتذي به فى عمق الترابط بين الشعبان اللذان يعتبران نقطة لالتقاء الحضارة الغربية الحديثة بالعراقة الشرقية الأصيلة، لتتربع ألمانيا داخل قلوب المصريين كدولة محايدة تحترم ثقافة حقوق الإنسان والمهاجرين وتكافح التمييز والعنصرية وخطاب الكراهية وتعتبر ان جميع البشر باختلاف انتماءاتهم ودياناتهم وجذورهم نسيج واحد لهم الحق فى حياة عادلة كريمة آمنة.

Author: sindbadmagazin