عموما

دبي تخطف أهتمام العالم باستضافتها لمعرض أكسبو

دبي تخطف أهتمام العالم

باستضافتها لمعرض أكسبو …

العالم اليوم يعيش متسارع الايقاع في كل شيء، وهذا يؤدي لظهور مشكلات بحاجة لابتكار حلول سريعة و ممكنة التنفيذ، ويعتبر ما سلف من أهم الأسباب التي أدت لايجاد فكرة معرض أكسبو والذي يهدف الى تواصل العقول وتبادل الافكار والخبرات وبالتالي انتاج أفكار جديدة بناءة ومفيدة لخدمة الانسانية بمجلات عديدة.

وفي اجتماع للجمعية العامة للمعارض في باريس تم الاتفاق ان يُقام المعرض في مدينة دبي لأنها تعتبر من المدن الرائدة في مجال ابتكار الافكار المبدعة وتبنيها وتجلّى ذلك في كثير من مجالات الحياة فيها، لذلك يعتبر المعرض منبراً هاماً لايجاد التعاون على مستوى العالم من أجل التنمية العالمية وتقدم العالم لما يخدم الانسان أولاً .

ومن أهم المشكلات التي سيتم البحث عنها في معرض أكسبو توفير مصادر جديدة للطاقة فالعالم يكاد ينهي ما بقي ومن الضروري البحث عن مصادر طبيعية جديدة، واعتماد ثقافة التقنين والحث على الشعور بالمسؤلية، وضمان استمرارية هذه السياسة .

وفي مجال التنقل والخدمات اللوجستية فإن هذا المجال شهد عبر الزمن الكثير من التطور الذي كان سريع الوتيرة، وهذا أدى الى سهولة التنقل و ابتكار آليات جديدة للسفر، وايجاد خدمات ممتازة لنقل السلع وفتح المجالات الواسعة أمام الأسواق في العالم، ولأن خدمات التنقل تتضمن السفر ونقل البضائع في كافة أنحاء العالم فيعتبر هذا المجال شريان الحياة الرئيسي ولذلك فهو بحاجة لأفكار جديدة تجعل من هذا المجال أكثر ليونة وسهولة وأمان أيضاً ومن المتوقع أن يقدم معرض أكسبو أفكار مفيدة في هذا المضمار .

والمجال الأخير الذي يتطلع الى معرض أكسبو هو النمو الاقتصادي، فالعالم شهد انكسارات ونجاحات كثيرة على مر التاريخ وعوامل كثيرة تدخل في هذه الانكسارات وتلك النجاحات، ولكن الازمة العالمية الأخيرة ادت الى نتائج جسيمة أثرت على اقتصاد السوق العالمي وعلى النمو الاقتصادي لدول مازالت ناشئة، والمطلوب نماذج اقتصادية جديدة بأفكار مبتكرة لازدهار التنمية الأقتصادية المستمرة لتحقيق الأستقرار واتاحة الفرصة في معرض أكسبو لتقديم النماذج الجديدة وفتح المجال للقدرات المالية والفكرية وريادة الأعمال، كما وسيقدم المعرض طرق تواصل مبتكرة، وتحديد الشركات الممكنة لانتاج ارث من الأفكار التي يمكن ان تُترجم الى ابتكارات جديدة .

ان معرض أكسبو الذي سيُقام عام 2020 في مدينة دبي تحت شعار ( تواصل العقول وصنع المستقبل ) سيكون محط أنظار العالم وخاصةً المهتمين من رجال أعمال واقتصاد وغيرها من مجالات التنمية المتنوعة، المعرض سيقام على مساحة 4.38 كيلومتر مربع، ببناء ستة وثمانين مبنى والتي سيبقى منها أكثر من ثمانين بالمئة كتاريخ وارث لأكسبو ، شهد موقع الحدث تسجيل أكثر من مليون ساعة عمل، سيشارك بالمعرض أكثر من مئة واثنين وتسعين دولة، هذا الحدث الكبير سيدعم اقتصاد الأمارات بقيمة مضاعفة تصل الى 122.6 مليار درهم بحسب ارنست اند يونغ ومن المتوقع ان المعرض سيستقطب حوالي خمسة وعشرين مليون زائر، سبعين بالمئة منهم من خارج الأمارات العربية، وهذا يضع دبي في تحدٍّ كبير فيجب توفير أربع وعشرين ألف غرفة فندقية للزوار ومن أجل ذلك تم بناء فنادق تتناسب أسعارها مع أصحاب الدخل المحدود من أجل فتح المجال أمام الجميع لزيارة المعرض والأستافدة منه، كما وقد تم انشاء مدن الملاهي المتنوعة حتى يستمتع الحاضرين بجو الفرح والبهجة الذي يرافق المعرض، بالأضافة الى التحضيرات الكبيرة التي تتم تجهيزها منذوعام 2013 لتكون في أبهى حلتها في العاشر من تشرين الأول يوم افتتاح المعرض، ولا ننسى المشاريع خاصةً في مجال البناء التي تمت تماشياً مع التجهيزات للمعرض والتي سرّعت من عجلة الانتاج في كثير من الفروع ذات الصلة وبالتالي نمو ملفت في تنمية الاقتصاد.

بالأضافة الى التجهيزات الاقتصادية هناك أيضاً تجهيزات ثقافية هامة فقد تم افتتاح عدد كبير من المتاحف في منطقة الشندغة التاريخية العريقة فمعرض أكسبو حدث اقتصادي وثقافي وحضاري ولابد من أن تكون التجهيزات شاملة لكل ماذُكر، فالاهتمام بتعريف تاربخ وحضارة الامارات جزء هام من فعاليات المعرض خاصةً وأن دبي تعتبر من المدن الرائدة في التطور والنمو وهذا مرتبط بتاريخها العريق وأصالتها .

ومن التحديات التي تواجها دبي هي تجهيز كادر بشري يقوم بالواجبات اللازمة من أجل تسيير أمو المعرض بالوجه الأكمل، هذا مع العلم أن هناك ثلاثين ألف متطوع من كافة جنسيات العالم، وان تدريب هذه الكوادر البشرية المختلفة هو عصب نجاح المعرض و وجهه الأهم وهذا يتطلب اختيار كوادر سريعة التعلم والتأقلم، ملتزمة بالتعليمات دون أن تفقد روح الارتجال المطلوب في بعض الحالات التي تتطلب ذلك، ليونة في التعامل مع حسن الاستقبال وفي الوقت نفسه حزم في القواعد التي يمنع الحياد عنها حتى يتوج المعرض بالنجاح المرجو منه، ولابد من ذكر ان أكسبو يدعم أكثر من 48 الف و700 وظيفة بين عامي 2013 و 2031 .

ليس غريباً أن تفوز دبي في تصويت جرى عام 2013 لاستضافت معرض أكسبو مقابل عدة مدن ذات أهمية مثل أزمير التركية و ساوباولو البرازيلية و ايكاترنبرغ الروسية، فالمدينة مشهوداً لها بسرعة نموها و ذكاء تطورها دون أن تفقد روحها الأصيلة والمتجذرة بها، وهذا أدى لجذبها للمسثمرين لها ونمو اقتصادها سريعاً مما جعلها المدينة الجميلة الثرية التي يرغب الجميع في زيارتها أو العمل بها، نتطلع بلهفة لأيام معرض أكسبو في دبي لنفخر جميعنا نحن العرب بالنجاح الذي ستحققه والذي سيُجل في التاريخ الاقتصادي والانساني على حدٍّ سواء .

Author: sindbadmagazin